الهلال كان وفيا لـ «ابن سعيد ورفاقه»
تتنافس أجيال الهلال المتوالية فيما بينها لتحقيق أهم الانتصارات وأكثر الإنجازات، من سلطان بن مناحي ورفاقه إلى سلمان الفرج وفريق عمله، وبين الجيل الأول والأوسط والحاضر يلوح جمهوره لأجياله المقبلة بالتهيؤ لأخذ دورهم في دفع القاطرة الزرقاء في المقبل من محطات المستقبل.
كل ما حصل عليه الهلال يتكئ على متانة التأسيس الذي يشبه رجاله الأنقياء ويترجم الأهداف التي رسمت لمسيرته، عمق زرقت ألوانه وبياضه يعكسه وضوح أفعالهم وصدق نواياهم، التشكيل الساحر لنجومه فنون ألعابهم ومهارة أدائهم، تناغمهم وتمازج أرواحهم، توحد عنوانهم جزء من أسرار ثباتهم على منصات التتويج.
منذ أولى البطولات 1961م حتى 2021م ستون عامًا يشعل فيها 63 نجمة لعمره “البطولي”، ويشغل قلوب “أنصاره” ينسجها سجادًا أبيض من البهجة، يرفع رؤوسهم لأبيهم “القمر” ليبادلوه الذكريات، فقد كان معهم يضيء أزقة “الظهيرة” ويحتفل في “ الناصرية “ ويراوح في سماء “العريجاء”، هلالاً أول الشهر بدرًا في منتصفه، ويظهر متى افتقدوه.
الهلال “الأزرق” تنامى في محيطه العشاق منذ أول مجد في سنينه الأولى، ومن شب على شيء كبر وكبرت معه طموحاته وتحققت أحلامه، وصغرت في عينه العظائم على قدر عزمه حتى صارت بطولات “القارة” في جدول مهام الموسم، ونجومه يتبارون في أيهم أكثر المرات عددًا في الوصول لمنصاتها، وقادته “يتعازمون” على من يرفع كأسها.
الهلال أهدى العاصمة الرياض أول بطولة كروية “كأس الملك” قبل 60 عامًا، كان ذلك كافيًا لمعرفة من أين له هذه الشعبية، ولماذا اشتبك مع تفاصيل مدينته حتى بات جزءًا من حياة أهلها من “أنصاره”، أشياء من تركيبتهم النفسية ومن يشكل مزاجهم، ولماذا استثمر في أبنائها فورثوا الإخلاص له جيلاً بعد جيل، يحملون نفس الجينات والفكر “المستنير” والسمات، وكيف أنه فتح طريق الإنجاز من بعده لغيره من أبناء مدينته فحق له أن يكون “كبيرهم” الذي دلهم الدرب.
الهلال الذي أحرق المراحل إذ بدأ “بطلاً” بعد أربع سنوات من فكرة تأسيسه ظل وفيًا لحلم مؤسسه عبد الرحمن بن سعيد ورفاقه، بعد أن أغنى خزائنه بالبطولات، ودوّن أسماء رجاله بماء الذهب، وصنع مجدًا لا يضاهى واسمًا يتردد صداه محليًّا وخارجيًّا، نادٍ يتنافس مع نفسه حتى إشعار آخر.