موت الكاتب الكبير!
ـ بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: رواية “غراميّات” لـ: “خابيير مارياس”. ترجمة صالح علماني. دار التنوير (بيروت):
ـ أهل النّميمة:
أعتقد بأنّ الأشخاص النّمامين وسيئي الظّن يجدون على الدّوام طريقة للتّحرّي عمّا يريدون، ولا سيما إذا كان الأمر سلبيًّا، أو كانت هناك نكبة، حتى لو لم تكن لهم أيّة مصلحة في ذلك!.
ـ حضور الغياب:
في مرّات كثيرة نعلمُ بوجود أحدهم فقط عندما يكون قد زال من الوجود، وعَمَلِيًّا لأنه قد زال!.
ـ مجازفة:
من المجازفة الدّخول في عقل أحد بصورة تخيليّة، لأنّ الخروج يصبح صعبًا أحيانًا!.
ـ الحسد:
..، وجاءت بكتاب ضخم أخضر اللّون في يدها وبحثت في صفحاته. كان عليّ البحث عن كلمة “حسد”،..، وقرأتْ لي بصوت عال: “والأسوأ أنّ هذا السُّم يتولّد عادةً في صدور من هُم أقرب الأصدقاء إلينا، ومَن نعتبرهم كذلك ونثق بهم، بينما هُم أشدُّ ضررًا من الأعداء المُعلَنين”!.
ـ الأبناء:
الأبناء يمنحون الكثير من السعادة وكلّ هذا الذي يُقال، ولكنهم يُسبّبون الكثير من الحزن أيضًا، بصورة دائمة، ولا أظن بأن الأمر يتغيّر عندما يكبرون. تَرَيْنَ حيرتهم حيال الأشياء، فيحزنك ذلك. تَرَيْنَ طيب نواياهم، حين ترغبين في مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم دون أنْ تتمكّني من ذلك، فيحزنك هذا أيضًا. وتُسبِّب لك جدّيتهم الحزن، ويُسبِّبه لك مزاحهم البدائي وأكاذيبهم المثيرة للشّفقة، تُسبِّبه لك خيبة آمالهم وكذلك آمالهم، توقّعاتهم وخيباتهم الصّغيرة، سذاجتهم، عدم تفهّمهم، أسئلتهم بالغة المنطقيّة، وحتى أفكارهم الخبيثة العارضة!.
ـ البساطة:
البساطة ليست في نزاع مع الذّكاء، إنها إضافة أُخرى!.
ـ الاستمرار والتمديد والإطالة:
ما يستمرُّ يَتْلَف وينتهي إلى التّعفُّن، يُضجرنا، يتحوّل ضدّنا، يُوصلنا حدّ الإشباع، ويُتعبنا،…، التّمديد والإطالة يُفسِدان كلّ شيء، وما كان رائعًا بالأمس قد يصير مزعجًا في الغد!.
ـ الحياة تتجدّد:
..، فهي لن تبقى عالقةً في هذه اللحظة، لا أحد يبقى عالقًا في أي لحظة، ولا سيما في أسوأ اللحظات، بل يخرج الجميع منها دومًا، باستثناء مَنْ في عقولهم عِلَّة ويشعرون بأنّ لهم مُسَوِّغاتهم، بل وأنّهم محميّون في تعاستهم المريحة!.
ـ وسائل:
أجل، جميعنا وسائل لأُناس ربّما لم نعرفهم قَطّ!.
ـ موت الكاتب الكبير:
يُبْكَى على الكاتب الكبير أو الفنّان الكبير عندما يموت، ولكن، هنالك نوع من السعادة!، هنالك نوع من السعادة في معرفة أنّ العالَم صار أكثر ابتذالًا ولو بقَدْر ضئيل وأكثر فقرًا، وأنّ ابتذالنا وفقرنا يُصبحان في هذه الحالة أكثر استتارةً أو مداراة!، إذ لم يعد موجودًا ذلك الشخص الذي بوجوده كان يُبْرِزُ وسطيّتنا المقارنة، وأنّ الموهبة قد خَطَتْ خطوة أُخرى على طريق اختفائها عن الأرض!.
ـ يا للكثرة:
فإذا كان العالَمُ ممتلئًا بشيء، فإنه امتلاءٌ بالكسالى!.
ـ لغز الحب:
الوقوع في الغرام لا مَغْزَى له، وانتظاره بالمقابِل أمر جوهريّ!.
ـ العبير الدّائم:
ما يؤثِّر فينا ويُبهرنا في الطّفولة يبقى كزهرة زنبق محفورة في مخيلتنا!.
ـ لذلك نقرأ:
لا وجود لعيون كافية لرؤية كلّ شيء!.
ـ الصمت و”تويتر”:
احترام قوانين الاحتفاظ بالصّمت ضئيلة ومعدومة!، و….، الجميع في هذه الأيّام لا يسعون إلّا إلى النّجاة بجلودهم، التّوصّل إلى أن يُخفّفوا من التُّهَم ضدّهم!.
ـ نقيض العشق:
لا يُمكن للعشق بأيّ حال أنْ ينتهي تمامًا ما لم يمُرّ بعدم المبالاة، أو بتعبير أدقّ.. بالنّفور!.