غوص وطيران!
- بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: رواية “حاجي مراد: محارب من القوقاز” لتولستوي. ترجمة: مجد الدّين حفني ناصيف. دار الأهليّة للنشر والتوزيع (عمّان):
ـ نباتات عنيدة:
..، وكان واضحًا أنّ عَجَلَة مَرْكَبَة نَقْل مَرَّت على النّبات لكنه نهض ثانيةً، ولهذا (وإنْ بقي قائمًا) انعقص ناحيةً كأنّما نُزِع منه جزء من جسمه،…، ولكنّه مع هذا ظلّ ثابتًا ولم يُذعِن للإنسان الذي أهلك سائر إخوته من حوله…، أيّ حيويّة! لقد قهر الإنسان كلّ شيء وأهلك الملايين من النّباتات ولكن هذا النّبات لم يخضع!.
ـ الرؤية والعبارة:
الواجب أن يكون الحبل طويلًا والمقال قصيرًا!.
ـ زوايا نَظَر:
..، وقد ظَهَرَ لـ ”فورنتسوف”، وظَهَرَ لزوجته أكثر منه، أنّ عيشتهما جدًّا متواضعة بل يملؤها الحرمان، بينما ظَهَرَ لمن يُقيمون حولهم أنّ بذخهما مُذهل مُعجِز!.
ـ تفاءلوا بالخير:
كان “حاجي مراد” يؤمن بحظّه إيمانًا كبيرًا، وكان دائمًا كُلّما اختطّ أمرًا، أحَسَّ سَلَفًا بأنّه واثق من النّجاح وثوقًا ثابتًا، وكان الحَظُّ يَهِشُّ لهُ!.
ـ الصّلح خير:
حسنًا حسنًا، فلتنسَ الأمر كلّه.. وأنتَ تعلم أنّ (الصُّلْح الرّديء خير من الخصام الجيّد)!.
ـ التّعكير:
التّعكير فيه (بين أهله) كشَقّ قلب المرء في غير طائل!.
ـ الوجه الآخر لكلمة (إنقاذ):..، أمّا كلمة (الإنقاذ) فتشير بوضوح إلى أنّها لم تكن نصرًا باهرًا، بل خطأً جسيمًا!،..، أدرك الجميع ذلك، فتظاهر بعضهم بأنّهم لم يفطنوا لكلمات القائد، وصبر آخرون مضطرّين ليروا ما يتلو ذلك، بينما تبادل آخرون اللّمحات مبتسمين!.
ـ توازن:..، وكان ينقل قدميه بخُطى رقيقة مُستقرّة، حتّى إنّه لو وُضِعَ فوق رأسه قدحًا من الماء ما انسكب منه شيئًا!.
ـ الديكتاتور:
..، وقد بلغ به المَلَقُ المُطَّرِد الوقح الذي يُقَدِّمه له كلّ من حوله برغم الحقائق، إلى حال لا يستطيع معها.. أن يرى تناقضه أو أن يقيس أعماله وأقواله بالواقع والمنطق أو حتّى بالإدراك البسيط، ولكنه كان مقتنعًا كل الاقتناع بأنّ كل أوامره، مهما كانت غير معقولة وغير عادلة ومتبادلة التّناقض، مُتعادلة متبادلة الاتّساق، لا لسبب إلّا أنّه هو الذي أمر بها!.
ـ طابور عسكري:
..، ولم يتوقّف هذا السّكون إلّا مرّة عندما قفز إلى الخارج، من بقعة من العُلّيق بين الخطّ والطّابور، غزال ذو صدر أبيض وظهْر رمادي، وفي أثَرِهِ وَعْل باللّون نفسه ذو قرنين صغيرين منحنيين إلى الخلف. وقد اقترب المخلوقان الهَيُوبَان الجميلان من الطّابور، تزدوج ساقيهما الأماميين إلى أعلى لدى كل قفزة يقفزانها، حتّى إنّ بعض الجنود اندفعوا خلفهما يضحكون ويصرخون معتزمين طعنهما بالرّماح!.
ـ غوص وطيران:
ولئن كان جسدي سريع الغوص في جوف الأرض، فروحي أسرع في طيرانها إلى أجواء السّماء!.
ـ العطاء فنّ:..، فقال “حاجي مراد” للمترجم: عندنا مَثَل سائر: قَدَّم الكلبُ للحمار لحمًا، وقَدَّم الحمار للكلب عَلَفًا، فجاع كلاهما!.
ـ عار:
قال “بولتوريتسكي” لـ”بتلر” باهتمام حقيقي: سيجلب صديقنا “كوزلوفسكي” لنفسه العار!. () لماذا؟. () لماذا؟ سيُلقي خطبة، وليس لديه قُدرة على إحسان الكلام! ليس هذا بسهولة استيلاء على خنادق تحت وابل النّيران!.
ـ أسطورة الباز ذو الأجراس:
..، وتذكّر أسطورة معروفة في “تافليا” موضوعها: بَاز اصطيد وعاش بين بني البشر، وعاد بعد ذلك إلى فصيلته بالأكام. عاد يلبس قيدًا ذا أجراس، فلم تستقبله البزاة بل قالت له: “طِرْ راجعًا إلى حيث علّقوا بك هذه الأجراس الفضّيّة، فنحن لا أجراس لدينا ولا قيود”. ولم يُرِدِ البازيّ أنْ يَرحل عن وطنه ومكث، إلّا أنّ البزاة الآخرين رفضوا بقاءه هناك ونقروه حتّى مات!.
ـ “قفلة”:
من أقوال تولستوي (داخل الكتاب خارج الرّواية):
الجميع يُفكّر في تغيير العالَم ولكن لا يُفكِّر في تغيير نفسه!.
أيسر على المرء أنْ يكتب في الفلسفة مُجلّدات عِدَّة مِن أن يضع مبدأً واحدًا في حيِّز التّطبيق!.
الشّخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دومًا فكرة خاطئة عن الموت!.
لا يُوجَد إنسان ضعيف، بل يُوجَد إنسان يجهل موطن قوّته!.
اعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبّةً، واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا أصدقائك!.