مشاهير
ـ الشهرة اليوم سهلة جدًّا، يكاد يكون زمننا هو ربيع الفرص للشهرة والانتشار، وهذا أمر رائع، لأن من لديه ما يخدم الناس ويجعل حياتهم أفضل فسيصل إليهم في أي مكان، اختصر الإنترنت سنوات من الانتظار، وصار الناس يقرؤون ما يكتبه الأديب بعد دقيقة من النشر، ليس الأدباء من انتشرت أعمالهم، بل كل من لديه موهبة صار هذا الزمن زمنه.
لكن المشكلة في الإنترنت بتطبيقاته له وجهان وليس وجه واحد، فلو رقص أحدهم بطريقة مضحكة سيصبح مشهورًا أيضًا، وسيوقفه بعض الناس ليلتقطوا الصور معه، وسيصبح له متابعون، وستجد من يدعوه لحضور حفل أو افتتاح متجر تجاري، ثم ومن المفترض كما يجري أنه سيصبح في بحبوحة مالية، وقد يصبح غنيًا، لأنه سيصبح وجهًا إعلانيًّا للمنتجات، كل هذا كانت بدايته رقصة مضحكة.
ـ فكرت فيما لو أن بعض المخترعين والمبتكرين والأدباء لم يقدموا نتاجهم فكيف سيكون شكل العالم؟ لا شك أنه لن يكون العالم الذي نعرفه، وهذا ما وضّح لي إلى أي درجة كان هؤلاء مهمين للدرجة التي لا نستطيع فيها الاستغناء عنهم، بينما في نفس العالم والمرحلة مشاهير نحن على ألف استعداد لأن نتخيل العالم من دون نتاجهم، لأنه كيفما كان من دون نتاجهم سيكون أفضل حالاً.
نحن على استعداد لأن نتخلى عما قدمه هتلر، لكننا سنقاتل من أجل الحفاظ على ما قدمه ويليس كارير، الذي ابتكر مكيف الهواء، وجعل الفارق بين درجة 22 و50 مئوية مجرد جدار فاصل، تخيلوا لو أن كارير لم يكن موجودًا.. إلى أي درجة سيكون عالمنا مختلفًا؟ أظن أن كل الشعوب التي تعيش مواسم سنوية ملتهبة ممتنين لكارير، أنا كلما أدرت مكيف الهواء وجدت نفسي أردد: الله يرحمك يا كارير والله يكثر من أمثالك.
ـ القوة من صفات المتواضع، لأن المتواضع يخفي ما يستطيع إظهاره، والضعف من صفات المغرور، لأنه يحاول إظهار ما عنده على أنه أكبر من حجمه، مشكلة المغرورين حتى الموهوبين منهم أنهم يراهنون على نجاحهم الحاضر للأبد، لذلك قيل: الغرور مقبرة النجاح، بينما من يستمرون في النجاح فيهم شيء من قلق دائم، لا يرون نتاجهم الحاضر هو أفضل ما يستطيعون الوصول إليه، هكذا يبقون في عمل وتطوير مستمرين، وخلال الرحلة بكل ما فيها من قفزات وعثرات يصنعون مجدهم الكبير.
ـ قيل: من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان.