العالم الذي نعيش فيه
ـ مقال اليوم مما نشرته وسائل الإعلام العالمية والتواصل الاجتماعي، والملاحظ أن هذه الوسائل لم تمنح أعصاب القراء أية استراحة منذ 3 سنوات، بدأت بكورونا ورعبها، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، واحتمالية توسعها، وانطلاق الحرب العالمية الثالثة، وصولًا للتضخم العالمي وآثاره، والحمد لله، أنني لا أتوقف طويلًا عند مثل هذه الأخبار والتقارير.
أشعر أن التركيز عليها يجعل الإنسان في قلق وارتباك، وطالما أنني لا أستطيع حل مشاكل العالم في القضاء على كورونا، ولا إصلاح العلاقة بين الروس والأوكرانيين، ولا إيقاف التضخم، فضّلت الاهتمام بنفسي وشؤونها، قرأت في تطوير الذات، واشتريت الكثير من إصدارات هذه النوعية من الكتب، وأظن المكتبة، التي اعتدت الشراء منها حققت من خلالي نصف أرباحها السنوية، وعندما زارني أحد الأصدقاء وشاهد مجموع كتب تطوير الذات نظر إلى السقف ولاحظ أن اثنين من أنوار الإضاءة لا يعملن، وبقي المكتب على إضاءة لمبة ضعيفة، قال: كل كتب تطوير الذات لم تدفعك لتطوير إضاءة المكتب؟!
ـ ما الذي تريده التطبيقات منا؟ في البداية كنت أظنها في صالحنا بصورة كاملة، حتى عندما بدأت أشاهد توجهاتها التجارية قلت لا بأس، فمن حقهم أن يحققوا دخلًا مقابل خدمات التطبيق، لكن ما قرأته مؤخرًا يشير إلى أبعد من ذلك. دراسة أسترالية تقول إن حسابات تويتر الوهمية تأثر على الكثير من الآراء العامة، وأنها تأثر على المشاعر البشرية تأثيرًا مباشرًا مع أنها تدار من قبل روبوتات، وتضيف الدراسة أن هذه الحسابات تثير القلق إذا ما أرادت لاستخدامها كلمات ذات صلة بالقلق. سأبعث هذه الدراسة لأحد أصدقائي، الذي لا يتوقف عن الجدال في تويتر، أظنه يناقش روبوتات!
ـ هذا العالم مبني على الاختلاف، ولولا هذا الاختلاف لما صار عندنا ألوان ولا أنواع طعام ولا أنواع متعددة من الأدب والرياضات، وكل ما هو متنوع ننعم به اليوم، في السوشل ميديا انتشر خبر وضّح لي مدى الاختلاف في آراء الناس بصورة شديدة، فما تعتبره أنت نعيمًا يعتبره آخر جحيمًا، وما تعتقد بأنه صحيح يعتقد آخر أنه خطأ. في إحدى الدول العربية أقام شاب حفل زواجه بعروسين في الليلة نفسها، وانتشرت صورته وهو يجلس بينهما بثياب زفافهما، وجاءت التعليقات على الصورة لتبيّن حقيقة أن الإنسان ابن الفكرة أو الحالة التي يعيشها، علّق أحدهم يخاطب العريس: يا بختك، وآخر يقول: مسكين سيدفع الثمن مرتين، وعلقت إحداهن: والله ما أرضى أن تشاركني امرأة ثانية لا في زوجي ولا في ليلة زفافي، وعلقت أخرى: أقبل إن كان خلوقًا. أما أكثر تعليق توقفت عنده فجاء من شخص أظنه يعبر عن نسبة لا بأس بها من الرجال: ليتني أمتلك شجاعتك!