العالم الذي
نعيش فيه
- مقال اليوم مما نشرته وتناقلته وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة. أبدأ بما ذكرني بمقولة لأحد الأصدقاء حيث قال إن الأبناء الصالحين رزق كبير من الله، ومن يعطه الله أبناءً صالحين فقد نال نعمة كبيرة.
لا يعني ذلك بأنني سأبدأ بخبر بطله ابن صالح، بل على العكس تمامًا فالخبر الذي انتشر في الأيام الماضية عن إسبانية شابة أرسلت لأمها رسالة تخبرها أنها مختطفة من عصابة تطالب بدفع 50 ألف يورو، وأرفقت الرسالة بفيديو يظهر أحد أفراد العصابة واضعًا السكين على رقبتها بينما تسيل الدماء من فمها جراء الضرب الذي تلقته.
استطاعت الشرطة اكتشاف أن المرأة كانت تكذب وأن الفيديو مجرد مشهد تمثيلي. الشابة حاليًا تنتظر النطق بالحكم عليها. المؤلم أنها استطاعت أن تخدع أمها المسكينة ثلاث مرات سابقة، وفي كل مرة كانت الأم المسكينة تدفع ما ادخرته للعصابة الوهمية، وفي كل مرة كانت تحمد الله على سلامة ابنتها، وفي المال ولا في العيال. تحزنني مشاعر الأم التي خذلتها ابنتها، ترى هل عقدت عليها الآمال عندما كانت الابنة طفلة؟ هل قالت: ستكون لي سندًا في الحياة عندما تصبح شابة وأصبح أنا عجوزًا؟
- وسائل الإعلام اهتمت اهتمامًا كبيرًا بوفاة الملكة إليزابيث، والراحلة شخصية عالمية، كما أنها محبوبة من البريطانيين وغير البريطانيين، لذلك لم أتفاجأ من هذا الزخم الإعلامي الذي تعامل مع خبر وفاتها وترتيبات جنازتها، بالإضافة لتولي الأمير تشارلز الملك في بريطانيا.
ما لفت نظري شيء آخر لا علاقة له بوفاة الملكة. عندما ألقى الملك تشارلز الثالث خطابه قال في ما قاله إنه في غاية الحزن على وفاة والدته، وعندما قامت إحدى القنوات العربية بنقل الخطاب على الهواء أخطأ المترجم الفوري بالترجمة فاستبدل كلمة الحزن بالسعادة، لتظهر الجملة: إنني في غاية السعادة بوفاة والدتي.
على “تويتر” تناقل بعض أصحاب الحسابات فيديو الترجمة الخاطئة، فحصل أحد الفيديوهات على أكثر من 1400 ريتويت وكأن الذين (رتوتوا) التغريدة أرادوا أن ينتشر الفيديو لكي يعرف أكثر قدر من الناس بخطأ المترجم، مع أن الجميع يعلم بأن المترجم أخطأ في الترجمة.
مهما كان خطأ المترجم فلم يتقصده طبعًا، حتى وإن قلب الخطأ المعنى بصورة كبيرة، لا أدري لماذا اهتم من (رتوّت) الفيديو لكي يشاهده أكثر عدد من الناس، هل أراد أن يداري أخطاءه بنشر خطأ غيره؟