كلام ويك إند
ـ فكرت في جعل مقال السبت تحت عنوان (كلام ويك إند)، وتخيلت أن يكون على شكل مقاطع قصيرة وغير مترابطة، أو لا يربطها إلا ما يناسب الويك إند، كون مزاج الإنسان في الويك إند مزاجًا يفترض أن يكون معتدلًا على أقل تقدير.
لماذا نحب الويك إند؟ هل لأننا نتخلص من التزام العمل ونشعر بالحرية في النوم والذهاب والعودة ونتخلص من بروتوكولات أيام الدوامات، أي أننا نشعر بالحرية ؟ بالمناسبة.. أتذكر الحوار التالي كلما قرأت عن الحرية التي تمنحها (العزوبية) أو الحرية التي يمنحها العمل الحر، هذا الحوار القصير يوضح أن لا حرية في الحياة، لأنها مبنية على المسؤولية والالتزام في كل شيء، المقولة من فيلم “زوربا” اليوناني.
- أنا حر يا زوربا
- كلا لست حُرًا، كل ما في الأمر أن الحبل المربوط في عنقك أطول قليلًا من حبال الآخرين!
ـ بالأمس كان عنوان المقال (رَكِزْ) وكتبت فيه عن أهمية أن يركز الإنسان في أمر واحد يوليه الاهتمام والعناية الكاملة لكي يتحصل على نتيجة ممتازة، وشبهَت التركيز بوجه من وجوه الإخلاص. لست ممن يقرؤون مقالاتهم بعد نشرها، نادرًا ما أقرؤها، بالأمس قرأت المقال وسمعت صوت عقلي يقول بعد انتهائي من القراءة: أنت اللي يبيلك ترّكزْ!
ـ أحد الأصدقاء منذ أن تعارفنا وهو يقول لي أفكارًا تجارية فاشلة، وأنا لست خبيرًا في مجال التجارة لكي أقيّم الأفكار التي تصلح والتي لا تصلح، لكن أفكاره لا تحتاج إلى خبير، وعندما يأس من اقتناعي بأي فكرة يطرحها سألني: ما الحل وأنا أحب التجارة ؟ أجبته أن أفضل حل أن يصبح ناقدًا تجاريًا، هذا ما فعله بعض الذين يحبون كتابة الشعر لكنهم لا يجيدون كتابته بالصورة التي تجعلهم في مصاف مشاهير الشعر، صاروا نقادًا وبعضهم صار ناجحًا بالممارسة. لكن فكرة لمعت في عقلي فقلت له: بما أن دمك خفيف لماذا لا تكتب النكات عن عالم التجارة ؟ في المساء أرسل لي هذه النكتة التي أظنه (لطشها) من الإنترنت: أبغى قصة نجاح بدأت بـ 100 ريال وانتهت بملايين … بسرعة قبل لا أصرفها.
ـ هل هناك صيدلية تبيع دواءً للذاكرة ؟ بالأمس وعند الصراف الآلي وضع أحدهم يده على كتفي، كان يقف خلفي، لم تكن في لمسة يده حنيّة.. وعند الصراف..! تذكرت أحد أصدقاء لندن عندما نصحني في أيامي اللندنية الأولى: إياك أن تقاوم أي حرامي يحمل سكينًا.. يأخذ الـ 100 أو الـ 200 جنيه التي في جيبك خير من أن تدفع 20 أو 30 ألفًا على علاج الطعنة التي طعنك بها، هذا إن بقيت حيًا. عندما التفت وإذا به أحد الزملاء القدامى، احتضنني وعبّر بكلمات تفيض رقة ومحبة.. منذ الأمس وأنا أحاول تذكر اسمه!.