2022-10-04 | 23:08 مقالات

أوبتيموس

مشاركة الخبر      

إيلون ماسك حكايته حكاية، ولا أحد يعرف إلى أين يريد أن يصل تحديدًا، هو ابن الإنترنت والتطبيقات، الحلقة التي كل من انضم إليها في بدايات نشأتها أصبحوا صنّاع المفاهيم الجديدة في كل شيء، وأثرياء العالم الجدد.
حولوا بسنوات قليلة كل ما اعتادت عليه الأجيال منذ مئة عام إلى واقع مختلف نهائيًا، فصار العالم الذي نعرفه قبل 30 عامًا لا يشبه حسابيًا العالم الذي نعيشه اليوم، العالم الذي يعتمد الشاشة التي بين يديك للاتصال والقراءة والبيع والشراء والمعاملات الرسمية والألعاب وطلب الطعام وسيارات الأجرة وكل شيء تمامًا. قبل سنوات فرّض إيلون ماسك مفهومًا جديدًا في عالم السيارات والنقل، عندما جعل من السيارة الكهربائية واقعًا، وبعد أن استهزأ في بداياته الصانعون الكبار: حالم يعتقد بأن الأمر بهذه السهولة! ثم… ثم ماذا؟ ثم صار الصانعون الكبار بأمجادهم وسابق نجاحاتهم يحاولون اللحاق به، هكذا صار راعي التحوّل التاريخي في عالم السيارات الذي يودع هدير ماكينات الثمانية سلندر ورائحة البنزين للأبد. إيلون ماسك أبعد من كونه صانع سيارات كهربائية، مشاريعه التي يضخ ملياراته عليها كلها غير معتادة، هي نقلات صناعية وعلمية سبّاقة، مرة يعلن عن مشروعه الفضائي عبر سبيس إكس لمركبات الفضاء، ومرة يطلق شركة لخدمات الطاقة الشمسية، بالإضافة لشركة الأبحاث غير الربحية للذكاء الاصطناعي. كما ساهم في تأسيس شركة للتكنولوجيا العصبية، مفهومها هو إيجاد صيغة اتصال مباشرة بين العقل البشري والحاسوب. أما آخر ما شاهدناه من إنتاجات ماسك فكان النموذج الأولي للرجل الآلي الذي ضجت به وسائل الإعلام قبل أيام (أوبتيموس)، يستطيع هذا الآلي - لغاية الآن - أن يقوم بنقل الأشياء من مكان إلى آخر، وري النباتات ورفع القضبان، ويتوقع أن تعمل هذه الروبوتات في المدة القريبة في مصانع تسلا، وقال ماسك عن أوبتيموس (هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين أوبتيموس واختباره، وسيكون أوبتيموس أمرًا لا يصدق في غضون 5 أو 10 سنوات.. إنه حقًا تحول أساسي للحضارة كما نعرفها). مع أني معجب بنجاحات إيلون ماسك إلا أن أوبتيموس هذا لم يعجبني، فوجوده وأداؤه الحالي له أبعاد أكبر من كونه يستطيع أن يحمل بعض الصناديق من مكان إلى آخر، وقول إيلون أن أوبتيموس سيكون أمرًا لا يصدق بعد 5 أو 10 سنوات يعني بأنه سيبيع ملايين الأوبتيموسيين المتطورين ليحلوا بديلًا عن اليد البشرية، حتى أن قناة العربية عندما نشرت خبر أوبتيموس كتبت العنوان التالي: أوبتيموس الذي سيأخذ وظيفتك مستقبلًا!. هذا يعني أن شركات صناعية أخرى ستقلد أوبتيموس، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون شكل شركائنا في الحياة، عندما نلتفت من حولنا فنجد أوبتيموس المزارع والطباخ والكاتب وحارس العمارة، ولا أشك أن أوبتيموس سيكون عضليًا أقوى من الإنسان، ولا تستغرب إذا ما شاهدت أوبتيموسيًا يطرح بشريًا ويوسعه ضربًا. علينا أن نوقف إيلون ماسك عند حده، فهو لا يهمه سوى الربح والمجد، أما نحن فسنخسر وظائفنا بالإضافة للكمات أوبتيموس.