يوميات
خوّاف
أحاول قطع حبال القلق بالابتعاد عن أخبار الحرب الروسية الأوكرانية، أقرأ مقالًا أو أشاهد فيلمًا، أستمع لمحاضرة، أدور في حسابات السوشال ميديا الطريفة، أتصل بصديق دمه خفيف، كل هذا لم يمنع من وجود القلق، بسبب عناوين الأخبار التي تتضمن كلمة نووي أو الحرب العالمية الثالثة، والأخبار المقلقة لم تعد في الصحف ونشرات الأخبار التلفزيونية حتى نبتعد عنها بسهولة، فمنذ أن أصبح الهاتف الجوال هو التلفزيون والصحيفة والراديو والسوشال ميديا أصبحنا داخل مرمى هذه الوسائل.
ولا أعرف إن كنت أنا من يشعر بزيادة في القلق غير المُبرر أم أن العالم فعلًا على بعد خطوة من كتابة تاريخ جديد يبدأ بقبل وبعد.
أجزم أن كل من لهم علاقة بهذه الحرب التي قد تجر إلى حرب عالمية ثالثة لم يقرؤوا عن مآسي الحرب العالمية الثانية بصورة كافية، أو أنهم قرؤوا عنها شيئًا في مراحل تعليمهم كمنهج دراسي لنيل الدرجات لا كتحذير ولأخذ العبر. في بعض الأحيان أتوصل أن سلوك الدول يشبه سلوك البشر، بعضهم إنْ رزقه الله حمده وشكره وتنعم بنعمه وعاش مسالمًا، وهذا أشبه بالدول التي حرصت على التنمية واستثمرت بالإنسان ورفاهيته، وبعضها مثل الذين ما أن يشعروا بالعافية والقوة حتى يبتكروا ما يبدد مكتسباتهم بالمغامرات والتصرفات غير المحسوبة.
وقد يقول لي أحد المهتمين بالسياسة إنني لا أفهم شيئًا عنها، لذلك أستغرب وقوع هذه الحرب، وسأتفق معه إن قال إنني لا أفهم بالسياسة، لكن الذي لا يحتاج إلى عقل ذكي هو أن هذه الحرب تحديدًا بوابة لحرب أوسع لا أحد يعرف حدود نهايتها، وإنها إن أصبحت حربًا عالمية ثالثة، فإن احتمالية استخدام النووي تصبح عالية.
خلال قراءتي للتعليقات عن أخبار الحرب اكتشفت أمرًا لم أفهمه، وهو حماس بعض الناس لتوسع الحرب، تقرأ تعليقاتهم في وسائل التواصل عربًا وغير عرب: هيا أيها القيصر.. (ولعها) عليهم!. تتساءل: لماذا هناك من يريد أن يحل الدمار في العالم؟ هل لسبب أو عقدة هناك من لا يريد أن يرى العالم ينعم بالسلام؟ ألا يكون الكوكب طبيعيًّا ومناسبًا للحياة العادية التي يمارس فيها الأطفال طفولتهم ويذاكرون دروسهم مطمئنين، أن يعود الأب لبيته حاملًا الحلوى لأطفاله، أن يطبع قبلة على جبين زوجته، أظن ودون تفسير واضح أن هناك من يريدها أن (تولع) ويختلط الحابل بالنابل. من شدة مرارة الحرب العالمية الثانية لا يعرف كم عدد الذين ماتوا، ولو بحثت في المصادر ستجد أنها تقديرات فقط لكثرة الضحايا الذين قدّروا من 50 إلى 85 مليونًا، هذا دون احتساب الجرحى وملايين القصص المأساوية التي خلفتها تلك الحرب. هناك أكثر من مقولة عن خطر الأسلحة النووية، منها من توقع أن الحرب العالمية الرابعة سيكون سلاحها الحجارة، كون الثالثة لم تبقِ شيئًا سليمًا وصالح للاستخدام. حفظ الله الجميع.