كلام
ويك إند
ـ العالم تتجه أنظاره نحو كأس العالم، وعندما تنطلق البطولة سينسى الناس الحرب التي أشغلت الكوكب وهزت اقتصاده. كرة القدم تثبت دائمًا أنها أهم من الحروب مهما شكلت الحروب من نتائج ومصائر، لعبة تقفز فوق كل شيء، وقرأت أن الجنود الألمان لعبوا مباريات على جبهات مختلفة، كان الجنود المتحاربون يوقفون إطلاق النار ليطلقوا صفارة المباراة، كانت حروب مصغّرة تنتهي دون موت أحد، على الأقل كانوا يعلمون أنهم يواجهون عدوًا لن يقتلهم ولن يقتلوه، كان وقت حياة مستقطع من وقت الموت.
كان حلمي منذ الطفولة أن ألعب في كأس العالم، ولا شك أنني كنت نجمًا في الخيال، أليس خيالًا؟ ما المانع إذًا أن يكون خيالًا رائعًا، من الخطأ أن أتخيل اللعب في كأس العالم ويكون أدائي سيئًا. تبدد الحلم عندما وصلت للثلاثين، ثم حولت نفسي من لاعب إلى مدرب، تبدد الحلم عندما وصلت للخمسين، الآن أحلم أن أشاهد الكأس القادمة بهدوء والأمور على ما يرام، إن شاء الله. توقعت أن يتأهل الأخضر رغم وجوده في المجموعة الأصعب، وقلت إن فيه شيئًا من نجوم 94. لست خبيرًا كرويًّا لكن شعوري بأن هذه النخبة من النجوم ستقدم إن شاء الله مستوى يشبه 94.
ـ بالأمس التقيت بأحد الأصدقاء في مقهى هو من اختار أن نجلس فيه، قال إن نكهة القهوة عندهم ممتازة، ما أن شربنا من القهوة حتى وقف فجأة.. قلت: خير إن شاء الله.. أجاب: طعم القهوة غير موزون. قلت إن مذاقها جيد.. اجلس وخبرني عن أحوالك.. أجاب: يجب أن أتحدث معهم. ذهب خبير القهوة إلى من أعد لنا القهوة، تحدث معه لدقائق، ثم تحدث مع المسؤول لدقائق أخرى، ثم جاء يحمل كوبين من القهوة، وبعد رشفتين أو ثلاث وقف مرة أخرى.. لم أسأله.. توجه إليهم لعدة دقائق، كنت أشاهده وهو يتذوق نكهات مختلفة من القهوة، مضت حوالي 20 دقيقة، تمعنت فيه من بعيد، صار يغمض عينيه في كل مرة يتذوق فيها طعم ما يقدمونه له، كنت أدرك أنهم تورطون به، ثم سألت نفسي: كيف صادقت هذا الرجل؟ عاد مبتسمًا وهو يحمل أكوابًا جديدة، وعندما سألته: لماذا تزعجهم.. كان واضحًا أنهم تورطون بك، ثم وما الفرق لو لم تكن القهوة بالنكهة نفسها التي شربتها في المرة الماضية، هل سيأثر ذلك على مزاجك الذي يحدد مصيرنا؟ أجاب مبتسمًا: لا.. كل ما في الأمر أنني أردت أن تشرب طعم القهوة المتميز الذي وعدتك به، طعم قد تشربه يومًا في مكان وزمان ما فتذكرني!
ـ أبو محمد توّلع في القراءة على كبر، ومع أن القراءة لا عمر لها إلا أن القراءة المبكرة لها نتائجها المفيدة جدًّا على حياة الإنسان، منذ حوالي سنة وهو يرسل على مجموعة الواتساب السطور التي أعجبته في الكتاب الذي يقرأه، شاغبه أصدقاء المجموعة عندما كان يرسل السطور دون أن يسمي كاتبها.. اتهموه بالسرقة الأدبية، منذ تلك الاتهامات صار يكتب اسم الكاتب لكي يبعد التهمة عنه، آخر ما أرسله لدوستويفسكي ـ المراهق ـ (إن ما يبقى في أعماق النفس من أمور أكثر كثيرًا مما يظهر في الكلمات، ما ظل تفكيرك في داخلك، مهما كان ضعيفًا، يظل أعمق منه حين تفصح عنه، إن تفكيرك متى عبرت عنه يصبح أقرب إلى الإضحاك وأبعد عن الصدق).