كلام
ويك إند
ـ مقال اليوم مخصص للويك إند، والمفترض أن تكون مواضيعه منوعة وخفيفة، أبدأها عن عالم السوشل ميديا، وكيف أنه عالم يصعب ضبطه، فمع سرعته في نقل الأخبار، وهذا يحسب له، إلا أنه سريع أيضًا في نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة.
في الماضي إذا ما نشرت الصحيفة خبرًا، واكتشفت أنه غير صحيح، فإنها تنشر في اليوم التالي نفيًا له، أما اليوم فإذا ما نشر حساب في تويتر أو الفيسبوك خبرًا، ثم اكتشف أنه غير صحيح، فلن ينفع النفي، لأنه وبمجرد نشر الخبر تقوم عشرات أو مئات الحسابات بنقل الخبر، لكن ليس جميعهم سيقوموا بنشر النفي أو التصحيح، وهذا مما يعيب السوشل ميديا. أما الداعي لهذا الكلام فهو ما نشر عن فتاة ألمانية قيل إنها ورثت أكثر من 4 مليارات دولار، لكنها تقول بأنها ليست سعيدة، وتريد التخلص من هذه الثروة، لأنها ليست من مجهودها الشخصي. عندما قرأت الخبر احترمت الفتاة كثيرًا، وقلت لزميلي، الذي يرفض الزواج جملة وتفصيلًا، عن عصامية الفتاة، وما أن سمع مني حجم الثروة حتى قال: هذه الزوجة التي أبحث عنها.. روحها عصامية وثرية.. سأبحث عنها، وأتقدم للزواج منها، ومنذ الأمس وهو يحاول التأكد من صحة الخبر المنشور، فبعض الحسابات تؤكد، وبعضها يقول بأنها لم تستلم المبلغ لغاية الآن، وعندما سألته: وماذا تنتظر.. حاول أن تصل إليها، واعرض عليها الزواج، أجاب: أنتظرها أن تستلم المبلغ أولًا!.
ـ قبل 5 سنوات راسلت معهدًا مختصًا بالزراعة وتربية الماشية، كتبت لهم بأني مهتم بالانضمام لدورات المعهد، اتصلوا بي، وعرّفوني بالدورات، وعرضوا علي دورتين، الأولى لتربية الأغنام، والثانية لتربية الأبقار، اخترت الأغنام، فأرسلوا لي منهج الدورة، ما أن استعرضته حتى اكتشفت أن الدورة مدتها عامين، وتنتهي بشهادة الدبلوم، كان منهجًا تفصيليًا لا يترك شيئًا عن الأغنام دون أن يمر عليه، حتى الجانب التجاري في طرق بيعها والإدارة المالية لم ينسوا وضعها في منهج الدورة، لكني رأيت أن المدة طويلة، وستأخذ من وقتي الكثير، لذلك تراجعت عن الانضمام للدورة. اليوم وبعد مرور خمس سنوات، وكلما مررت بلحظات محبطة في العمل، أجد نفسي أردد: ليتني دخلت الدورة!
ـ كأس العالم بعد أقل من ثلاثة أسابيع، حينها سينشغل العالم بالمباريات ونتائجها، ستمتلئ السوشل ميديا، وشاشات التلفزيون، بلقطات الأهداف، وأفراح وأحزان الجماهير، سيجتمع المشاهدون في المقاهي لمشاهدة المباريات على الشاشات الكبيرة، والأصدقاء في الاستراحات، كلٌّ يشجع فريقه، ستجمع مباريات البطولة أفراد الأسرة حول الشاشة، سيعيش العالم شهرًا كرويًا مميزًا لا يعود إلا كل 4 سنوات. كرة القدم دائمًا تقول لنا: حقيقة الحياة أجمل مما هي عليه في نشرات الأخبار.