كلام
ويك إند
من أجمل المعايدات التي قرأتها ما كتبه أحمد أمين لصديقه، لم تكن معايدة لا بالشكل الذي اعتدناه ولا بعدد الكلمات، ثلاث صفحات من أجمل ما قيل في أدب الصداقة، تصلح لأن تكون درسًا مهمًا عن مفهوم الصداقة ومعانيها ودرجتها التي رأى أديبنا الكبير أنها تتعدى درجة الأخوّة. هذا مقطع مما كتبه أحمد أمين تحت عنوان (تحية العيد) كمعايدة إلى صديقه (إلى صديقي.. وأحب إليّ أن أناديك بصديقي من أن أناديك (بأخي) أو (حبيبي). أو أي لفظ آخر في هذا الباب، فالأخ لا وزن له ما لم يكن أخًا صديقًا، والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق، وقد أنصف العرب، إذ اشتقوه من الصدق، فأي شيء أجمل من الصدق في الصداقة؟).
شركات الطيران شريك رئيسي في نجاح الرحلة أو إفسادها، ومع أني سافرت كثيرًا إلا أنني لست جيدًا في البحث عن تذكرة السفر الأقل سعرًا، مثلما يفعل المسافر الذكي، لأن ما توفره في قيمة التذكرة ينفعك لمصاريف أخرى. عندما قلت لصديقي عن نيتي التوجه لإحدى الدول قدم نفسه لي كخبير سياحة وسفر، وأنه الأفضل في استخراج السعر الأقل للتذكرة. بعد نصف ساعة من بحثه وجدنا تذكرة على خطوط لم أسمع بها من قبل، سعرها نصف سعر التذكرة العادية على خطوط الطيران المعروفة، بدت لي صفقة رابحة فشكرته على خدمته، كان موعد الرحلة عند السادسة مساءً، لكن الخطوط أجلتها للسابعة، ثم للتاسعة، ثم للعاشرة والنصف، ثم ألغت الرحلة! ومع أن الموظفين قالوا بأننا سنحصل على غرف في فندق إلا أن هذا لم يكن كافيًا، فجميعنا لدينا مواعيد، لكنه الأمر الواقع فقبلنا كون لا رحلات للوجهة حتى مع الخطوط الثانية إلا في اليوم التالي. كان الفندق بعيدًا ودفعت لسائق التاكسي ما يعادل قيمة التذكرة، ثم تفاجأت أن لا غرف متاحة في الفندق، وصرت أبحث بين الفنادق حتى وجدت واحدة عند الساعة الثالثة والنصف فجرًا. في اليوم التالي وبعد وصولي للمطار تم تأجيل الرحلة مرتين، لكننا تمكنا من الطيران في الموعد الثالث. ما دفعته كان أكثر بكثير من لو أني سافرت على خطوط معروفة كما اعتدت أن أفعل، ويبدو أن الخبراء في أسعار تذاكر الطيران مع الخطوط غير المعروفة يحدثونا عن الأسعار الرخيصة، لكنهم يخفون الجوانب السيئة في خدمة هذه الشركات. كان الوضع صعبًا لو أن ما حدث لي حدث مع شخص آخر لا يملك المال ليدفع للفندق.
موقع “Travel Daily” يقول أن السعودية واحدة من أسرع أسواق السياحة نموًا على مستوى العالم، وأنها سجلت 93.5 زيارة في عام 2022. لم يفاجئني الرقم وأعلم بأنه سيتضاعف في السنوات القليلة القادمة بسبب تسهيلات الدخول، ولسببين جوهرين تتميز بها السعودية وهي نسبة الأمن الكاملة، وطبيعة السعوديين كمضيافين، والمسألة مسألة وقت قصير لكي تصبح السعودية من أكثر ثلاث أو أربع بلدان على مستوى العالم في نسبة السياحة، خصوصًا وأن المدن والمشاريع التي تشيّد الآن لا مثيل لها، وستشكل وجهة متميزة للسواح بمجرد الانتهاء منها. ليست السياحة وحدها تقفز قفزات كبيرة في السعودية، كل الاقتصادات ولله الحمد تقفز قفزات هائلة.