الجولة
السادسة
لا يزال دوري روشن السعودي يُظهر إرهاصاته وإفرازاته بطرق شتى، خاصةً خلال مباريات الفرق الأربعة الكبيرة، وبعض الفرق الأخرى مثل الفتح، والتعاون، والاتفاق، والوحدة نوعًا ما.
هذه العناصر والإرهاصات، تشير إلى استمرارية تفوُّق الفرق الأربعة الكبيرة، نقطيًّا وفنيًّا، مع ظهور فريق الفتح بصورة قوية، وكأنه يطمح لإعادة أحداث دوري عام 2014 عندما كشَّر عن أنيابه، وتمكَّن من إحراز أول وآخر بطولة له في دوري المحترفين.
الأهلي ظهر في الجولة السادسة منطقيًّا بعض الشيء في لقائه أمام التعاون القوي، عناصريًّا وفنيًّا وتنظيميًّا. جاء ذلك بعد أن أحرجه الفتح في المباراة السابقة، ليتنفس الفريق الأهلاوي الصعداء بتجاوزه التعاون في مباراة مفصلية حاسمة، ويتقدَّم في سلم ترتيب دوري روشن بعد هذه الجولة.
وقد استطاعت فرق الهلال، والاتحاد، والأهلي، والنصر بهدوء وثبات تجاوز هذه المرحلة، والاستمرار في المقدمة عمومًا.
وأظهرت الجولة السادسة هشاشة دفاعات الأهلي، مقابل قوة وسطه وهجومه، خاصةً في الأطراف، مع ارتباك الأظهرة، وحراسة المرمى، التي ما زالت تعاني من أداء الحارس الأهلاوي ميندي، على الرغم من حصوله على لقب أفضل حارس كرة قدم عالميًّا، وهو أمرٌ محيّرٌ في ظل الأخطاء الفادحة التي يرتكبها في كل مباراة، وتُحرج الأهلي ونفسه وزملاءه!
لا نحتاج إلى مزيد من اللقاءات والمستويات والنتائج لنتوقع فوز أحد الفرق الأربعة الكبيرة ببطولة الدوري، ولا شك أن فرق التعاون، والفتح، والاتفاق، ستكون لها كلمتها، وقد تستمر مع الوحدة وغيره في إحداث مناوشات، تُظهر رغبتها في إحراج الكبار أحيانًا، لكن “الحقيقة” أن بطولة دوري روشن، ستكون من نصيب أحد “الكبار”، فلننتظر ونتابع مبارياته، التي لم تعد تفاجئنا بنتائجها القوية حتى الآن.
يظهر دوري روشن زاخرًا بعديد من اللاعبين العالميين ذوي التأثير والتفوق والأداء الرائع، في مقدمتهم ميتروفيتش، ونيمار، وديلجادو، ومالكوم في الهلال، ومحرز، وكيسيه، وماكسيمان في الأهلي، وبنزيما، وجروهي، وحمد الله في الاتحاد، ورونالدو، وماني، وتاليسكا في النصر، ويعدُّ دوري روشن حاليًّا أحد أهم وأجمل دوريات المحترفين على مستوى العالم، ومع ذلك نتطلع للمزيد.