زمن جديد
إذا كان الذكاء الاصطناعي ينتشر ويحل بديلًا عن الكثير من المهن، فإننا لن ننتظر طويلًا حتى نرى الذكاء الاصطناعي العميق يغير مسلمات كثيرة في الحياة، وسوف نرى مباريات رياضية لاعبوها من صناعة الذكاء الاصطناعي العميق، وسيصبح هناك نجوم وجمهور وبطولات، وسوف تتعاقد شركات مع لاعبين غير آدميين. المسألة مسألة وقت، وقد تكون إحدى الشركات أو أكثر تعمل على هذا الشيء، لأن صناعة أشكال غير آدمية بأشكال آدمية وبشكل مطابق أصبحت واقعًا. قبل أيام استطاعت عصابة استخدمت الذكاء الاصطناعي العميق أن تخدع موظف بنك، استطاعت أن تصنع أشكالًا لزملاء الموظف بطريقة لا تُصدق فيها أنهم غير حقيقيين، كما أنها استخدمت نفس أصواتهم الحقيقية، ثم أجرت العصابة اجتماعًا وافق فيه زملاء الموظف على تحويل ما يبلغ 25 مليون دولار! لم يصدق الموظف لاحقًا أنه تعرض لخدعة كبرى، وأن زملاءه الذين يعرفهم لم يكونوا حقيقيين، لأن كل شيء كان يبدو طبيعيًا. هذه السرقة تفتح بابًا واسعًا عن التغيير الذي سيحصل في المستقبل القريب، عن طبيعة وأسلوب حياة البشر ومن يشاركونهم الحياة من غير البشر. لقد أثبت تطور الذكاء الاصطناعي العميق أننا وصلنا إلى مفترق طرق بين حياتنا المعتادة وبين حياة مختلفة. قرأت قبل يومين أن الأمريكيين أصدروا تشريعًا يحضر استخدام أصوات الآخرين، حدث هذا بعد عدة استخدامات لصوت الرئيس الأمريكي بايدن، أجرى المستخدمون خلالها عدة مكالمات هاتفية على أنهم الرئيس بايدن. سبق هذا استخدام أصوات مغنين وتركيبها على ألحان أخرى، سمعت أم كلثوم تغني أغنية لإحدى الفنانات الشابات، والحقيقة أن أداء أم كلثوم كان رائعًا لدرجة جعلتني أحب الأغنية، رغم أني لم أحب الأغنية الحقيقية، حتى في اللغات شاهدت الكثير من المشاهير العرب يتحدثون بلغات أجنبية لا يجيدونها. لن يطول الأمر وسنشاهد أفلامًا صنعها الذكاء الاصطناعي، ممثلون مطابقون للبشر في كل شيء، وسيكون لهم جمهورهم مثلما الحال مع النجوم الآدميين. أما مقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية فمسألة استبدالهم بمذيعين اصطناعيين تحصيل حاصل. مع مرور الوقت سوف توضع تشريعات للذكاء الاصطناعي تحد من سرقة الملكية الفكرية، بالإضافة للقوانين التي تحد من الاحتيال، وخلال هذا الوقت (القصير) سيتحول العالم إلى عالم جديد.
* باولو كويلو: أول شيء عليك أن تفعله في الصباح هو البحث عن شخص ما يجعلك تبتسم، لأن الابتسامة دائمًا ما تصنع يومًا أفضل.