من هي علياء السالمي مصممة الزي السعودي في حفل الأولمبياد؟
لم تعتد ابنة الطيار أحمد علي السالمي، التي نشأت واستقرت في الرياض، منذ صغرها، على اقتناء ولبس الأزياء من الأسواق، أو العلامات التجارية، وسبب ذلك يعود إلى امتلاك جدتها من والدها «صالون» للتصميم والخياطة النسائية، يُسمى «مزون»، الذي يعد الأقدم في العاصمة السعودية، وذاع صيته في بدايات التسعينيات الميلادية، وتولت والدتها فيه مهمة تصميم الأزياء.
علياء السالمي، المصممة السعودية، التي يعود أصلها إلى الطائف، لا تتذكر أنها ارتدت في يوم من الأيام لبسًا لم تصممه والدتها، التي علمتها أساسيات مهنة التصميم، وخلطة النجاح السرية.
مارست علياء شغفها في التصميم مع والدتها، وكما قال المثل الشعبي القديم «ابن الوز عوّام»، مع مرور الأعوام، ومع زيادة حُب التصاميم وعالمها، أصبحت علياء تصمم لنفسها، ولا تلبس إلا شغل يديّها، ما جعل والدها الطيار، ووالدتها المصممة، يقفان خلفها، ويدعمانها بكامل قوتهما.
تزوجت علياء وهيّ تدرس في مرحلة الثانوية العامة، وبسبب كثرت الالتزامات الاجتماعية قررت عدم إكمال الدراسة، والتفرغ التام للبيت وتربية الأطفال، ونتيجة هذه التضحية كانت ابنتان، نورة، التي تدرس حاليًا في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في تخصص صناعة الأفلام، وسارة بالمرحلة الثانوية.
لم تنس أم نورة، صاحبة الـ 37 عامًا، موهبتها، وأسرار النجاح السرية تلك، التي تعلمتها على يدي والدتها، وبدعم سخي، مالي، ونفسي، ومعنوي، من قبل زوجها، عادت علياء إلى عالم تصميم الأزياء، ولكن هذه المرة ليس من باب الصالون، بل بمشروع تجاري دشنته في عام 2018 عبر منصة التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، وانطلقت بنفسٍ جديد، مسجلة حضورها في المعارض المحلية، والدولية.
كانت أولى بصمات علياء في عالم الأزياء عام 2021 عندما ارتدت الأميرتان فهدة بنت بندر، ومضاوي بنت بندر، زيًا تقليديًا من تصميمها بمناسبة اليوم الوطني السعودي، وجاء ذلك في جلسة تصوير لغلاف مجلة «سيدتي».
في مارس الماضي، أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية فتح باب التقديم للمصممين والمصممات، لنيّل شرف تصميم الزي الرسمي، الذي سيرتديه الفريق السعودي في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «باريس 2024»، سمعت بذلك علياء، وسارعت في التقديم،الذي كان يحتوي على عدة مراحل، وشهد تنافس 128 مصممًا ومصممة، وفي أواخر أبريل طُلب من المتقدمين إرسال عيّنه من التصميم إلى اللجنة، وفي مايو بُشرت علياء بفوز تصميمها، الذي شاهده العالم أجمع، الجمعة، على الفريق النسائي السعودي بقارب يعبر نهر السين الفرنسي.
المفاضلة بين الأبناء والدراسة، والتفرغ للمنزل، وترك الموهبة جانبًا، رحلة حياة مختلفة في عمر مبكر عاشتها علياء، التي ولدت عام 1987، كل تلك التحديات أزاحها شعور الفخر الذي انتابها لحظة إبلاغها بفوز تصميمها «ثوب النشل» للسيدات، و«البشت» للرجال، الذي استغرق العمل عليه شهرين، وارتداه الفريق السعودي المشارك بافتتاح ألعاب باريس.
اختارت علياء السالمي أن تصمم «ثوب النشل» بخامة قماش مختلفة عن المعتاد له تاريخيًا، ووضعت بصمتها عليه، وصممته بخامة «التُل»، برسومات ونقوش تعكس التراث السعودي، والهوية الثقافية المتنوعة، التي تتمتع بها المناطق السعودية، وجاء باللونين الأبيض، والذهبي، وذلك تماشيًا مع زي الرجال «البشت»، الذي جاء باللونين ذاتهما.
يُذكر أن «ثوب النشل» يعد من أقدم الأزياء النسائية الخليجية، وتشتهر به السعودية خاصة، وتبدأ أسعاره من 200 ريال، وتصل حتى 50 ألفًا، ويُحاك في بعض القطع باهظ الثمن بأسلاك الذهب.