2024-08-16 | 01:41 حوارات

ردّ على نجم القوى.. الربعان: شداد مدرب أكاديمية.. والتجنيس أسهل الحلول

حوار: مقبل الزبني
مشاركة الخبر      

دشَّن علاقته بألعاب القوى من نادي الخليج وهو في الـ 14 من عمره عبر سباق الوثب العالي والثلاثي و110 أمتار حواجز، وانضم إلى المنتخب السعودي الأول لألعاب القوى عام 1979 خلال البطولة العربية الثانية في بغداد، وهو في سن الـ 16، وتُوِّج بذهبية الوثب العالي في البطولة العربية الثالثة في تونس 1981.
وتوقف عن الرياضة نحو 5 أعوام حتى 1986، بسبب دراسة الماجستير والدكتوراه في أمريكا تخصص علم النفس الاجتماعي الرياضي مبتعثًا من جامعة الملك سعود، وبعد التخرج نهاية 1994 عاد إلى العمل بالجامعة ومن ضمن المواد التي درسها ألعاب القوى.
وبدأ بالتعاون مع اتحاد ألعاب القوى منذ 1996 في اللجنتين الفنية والعلمية، وفي 2008 تم انتخابه عضوًا لمجلس إدارة الاتحاد برئاسة الأمير نواف بن محمد، وكُلِّف برئاسة اللجنة الفنية حتى 2016 بعد أولمبياد ريو دي جانيرو.
وفي عام 2021 تم انتخابه رئيسًا للاتحاد.. إنه الدكتور حبيب الربعان، الذي تحدث إلى «الرياضية» في هذا الحوار عن أكثر من جانب، وردَّ على ما ذكره العداء السعودي سعد شداد.

01
وجَّه سعد شداد العداء السابق والمدرب الحالي، في حوار نشرته «الرياضية» أخيرًا، انتقادات لاذعة إلى الاتحاد السعودي لألعاب القوى تحت قيادتكم ووصفه بالفاشل.. ما ردّك على ذلك؟
تطرق إلى فشل الاتحاد في إحراز أي إنجازات مع أنه لو قارنا بين ما تحقق من نتائج مثلًا في الدورة الآسيوية الأخيرة في هونجشو الصينية، التي حقَّق فيها لاعبو ألعاب القوى خمس ميداليات «ذهبيتين وفضيتين وبرونزية» من مجموع عشر ميداليات، التي حققتها المنتخبات السعودية، وهذه تعد أعلى حصيلة حققتها ألعاب القوى في الدورات الآسيوية منذ 2014م، وخلال الموسم الجاري فقط حقَّق الاتحاد 32 ميدالية فقط في الفئات السنية وفي جميع المنافسات التي شارك فيها بطولة آسيا والبطولات العربية وبطولة غرب آسيا، وهذا هو هدفنا الأكبر لصناعة مستقبل ألعاب القوى السعودية.
02
هو تحدث عن فشل في الأولمبياد وهذا كان واضحًا للجميع.. ما تعليقك؟
عزيزي بالنسبة لنتائج الأولمبياد نعم لم تكن قدر طموحنا، وكنّا نأمل أن تكون أفضل، ولكن تأهل محمد تولو مباشرة برقم آسيوي وعربي في دفع الجلة، وكذلك تأهل حسين آل حزام بالترتيب العالمي يعد خطوة في الطريق الصحيح، مقارنة بدورة طوكيو التي شاركنا بدعوة وليس بتأهل مباشر، وإعداد بطل أولمبي يحتاج إلى وقت وجهد لأعوام وليست النتائج مضمونة كما حدث في الأولمبياد.
03
هل معنى ذلك أن انتقاداته قائمة على مواقف شخصية؟
عدم رؤية سعد شداد أي عمل مرضٍ من قبل الاتحاد الحالي قد يكون سببه شخصيًّا، لأن مَن يعرف ويتابع ويراقب رسميًّا يعلم مدى التغيير والتحول الحوكمي الذي يتبعه الاتحاد بعد اعتماد استراتيجية الاتحادات من قبل اللجنة الأولمبية، التي أصدرت لوائح وقوانين تضبط عمل الاتحادات ومن بينها الهيكلة الإدارية والفنية لعمل الاتحادات، فلكل موقع أو إدارة في الاتحاد له شروط بمن يشغله كالشهادة الأكاديمية والتخصصية مع خبراته الميدانية وليست الدكتوراه الميدانية فقط التي ذكرها في حديثه.
04
لكنه ذكر أنه فضَّل مغادرة الاتحاد على الاستمرار؟
كان هناك اتفاق بين المجلس التنفيذي في الاتحاد على أن بقاء سعد لن يخدم العمل في الاتحاد، خاصة طريقة التعامل مع أعضاء المجلس والموظفين في الاتحاد، لذا ومن باب الزمالة سُرِّب له القرار قبل صدوره، من أجل أن يقدم هو استقالته وليس الإقالة، وهذا ما حدث.
05
سعد شداد أرجع استقالته إلى ما أسماه اختلافًا في الرؤى إضافة إلى أنك تعيّن «مقربين منك» في الاتحاد؟
لقد تسلمنا إدارة الاتحاد وكان الكابتن سعد الكل في الكل، حيث كان يدير المنتخبات واللجنة الفنية والإدارة التشغيلية وبراتب كبير جدًّا شهريًّا، وهذا يتعارض مع رؤية المجلس وأيضًا الحوكمة الإدارية التي تبنتها اللجنة الأولمبية حينها، فوزعنا العمل بين الكفاءات من مجلس الإدارة والخبراء لتقنينه، وأعطي الكابتن سعد مهام المدير الفني للمنتخبات «دون المساس براتبه»، ويساعده مجموعة مشرفين من أبناء اللعبة كلٌّ في تخصصه مثل مخلد العتيبي للمسافات، وسلطان الداودي للرمي، والسرعات لسالم اليامي، والوثب حسين السبع، ويكون عضو مجلس الإدارة اللاعب الدولي رشيد الرماني رئيسًا للجنة المنتخبات، واللجنة الفنية وضعنا عليها الدكتور عبد الإله الصلوي «دكتوراه في الإدارة الرياضية والأمين العام للاتحاد الرياضي للجامعات السعودية»، الذي كان رئيسًا للجنة في فترة سابقة في إدارة العميد هادي بكر، وبوجود سعد شداد في الاتحاد وهكذا مع الجوانب الإدارية الأخرى فلا أعلم أين تعيين الأقرباء والمقربين من الرئيس؟.
06
وكيف تمنحه راتبًا عاليًا والمجلس يرفض.. يعني أنك تنفرد بالقرارات؟
نحن كمجلس إدارة لم نمنحه راتبًا عاليًا بل كان الراتب من الإدارة السابقة بعقد سارٍ، والمجلس لم يناقش عقود الموظفين في بداية عملنا، بل كانت الإجراءات التي اتخذها المجلس تنظيمية بتوزيع المهام وإعطاء الصلاحيات المحددة لكل لجنة ولكل الموظفين والمتعاونين مع الاتحاد.
07
ألا ترى أن ذهاب شداد إلى العمل مدربًا في الاتحاد البحريني لألعاب القوى خسارة في ظل نجاحاته لاعبًا وخبرته؟
يقول إنه كان مديرًا فنيًّا للاتحاد لمدة 7 أعوام، وقد يكون صحيحًا إذا جمع الفترات المتفرقة التي قضاها في فترة الأمير نواف بن محمد والعميد هادي بكر، والفترة التي قضاها معنا، لأنه ذهب إلى العمل في الاتحاد البحريني لألعاب القوى مرتين قبل الألعاب الأولمبية في ريو، ورجع إلى الاتحاد السعودي بعد 2018 يمكنكم البحث في أسباب عدم استمراره مع الاتحاد البحريني في إدارة العميد هادي وبعد «استقالته» من الاتحاد الحالي في نهاية عام 2021 رجع إلى البحرين وهو حسب علمي يشرف الآن على أكاديمية في الاتحاد البحريني وليس له علاقة بتدريب المنتخب الأول، فكيف حقق ذهبية الأولمبياد مع اللاعبة يافي وهي صرَّحت بأن مدربها كيني، وكذلك لم يوجد سعد شداد في باريس؟.
08
ليست لدينا مواهب نعول عليها في المونديال، أنت تبرر فقط ببطولات لا يشارك فيها المتنافسون الكبار أساسًا.. لماذا لا تعترف بالفشل وتعتذر؟
إذا كان تحقيق الميداليات في الدورة الآسيوية وبطولات آسيا وغرب آسيا والعرب لمختلف الفئات العمرية لا يعتد به، وإذا كان عدم تحقيق ميداليات في الأولمبياد بعد وجود المجلس لثلاثة أعوام، وحضرنا في المحفل العالمي مع أربعة اتحادات سعودية فقط هو المقياس الوحيد للنجاح أو الفشل فأنا أعترف بأننا فشلنا ونعتذر، لدينا مواهب سعودية نفخر بها ولكن تحتاج إلى دعم كبير ومستمر من بنية تحتية ومشروعات وطنية كما هو موجود الآن مثل مركز التدريب الأولمبي، الذي بدأ عمله من أعوام قليلة بعد أولمبياد طوكيو، الذي يواجه العديد من التحديات واللجنة الأولمبية تضع الخطط الاستراتيجية لتوفير مقومات النجاح، وكذلك أكاديمية مهد، ولكن هذا يتطلب وقتًا لتحقيق الأهداف المرجوة، أما إذا أردنا إنجازات سريعة ودون جهد كبير فيمكننا أن نجنِّس اللاعبين الجاهزين كما تعمل العديد من الدول.
09
إنجازات اتحاد القوى في الأعوام الأخيرة لا تقارن بما تحقق في عهد الأمير نواف بن محمد.. هل تتفق؟
الأمير نواف بن محمد عراب القوى السعودية وهو يستحق الثناء دائمًا ويعد من رفع مستوى الاهتمام بأم الألعاب، ولكن عمل الأمير نواف استمر لمدة 24 عامًا، وكانت النتائج تمر بارتفاع وهبوط كما يحدث في أي عمل ونحن دائمًا نقول إن أي اتحاد يجب أن يكون عمله تراكميًّا، يكمل عمل السابقين ويهيئ للقادمين على رأس الاتحاد.
10
ما الأسماء التي يعول عليها اتحاد القوى مستقبلًا؟
الحمد لله هناك أسماء واعدة في سماء ألعاب القوى، فبعد أسبوعين لدينا مشاركة في بطولة العالم في ليما لتحت 20 عامًا تأهل إليها 6 لاعبين في سباقات مختلفة مثل سامي بخيت في الوثب الثلاثي وتصنيفه العالمي الثالث، علي مرجان 100، علي الرميح ونايف السبيعي 400 م حواجز «لاعبون تحت 18 عامًا»، بدر القحطاني 200م، وبدر ناجي دفع الكرة الحديدية.
11
ماذا عن فئة الكبار.. على مَن تراهنون في هذا الجانب؟
هناك مجموعة من اللاعبين الكبار وأعمارهم صغيرة مثل ناصر محمود، عبد العزيز عطافي، مبارك اليامي، ومشعل هزازي في السرعات، عيسى غزواني، فايز السبيعي، وسامي اليامي في المسافات المتوسطة، بدر القحطاني في المسافات الطويلة، راشد السبيعي ومحسن الدبوس في العشاري، محمد الزاير في المطرقة وغيرهم الكثير كمستقبل لألعاب القوى السعودية.
12
هل فعلًا الملاعب الخاصة عائق كبير أمامكم؟
من أكبر معوقات تطوير ألعاب القوى السعودية هي البنية التحتية من ملاعب خاصة وتجهيزات، حيث لا نستطيع الحصول على أماكن لتنظيم بطولاتنا أو تدريبات المنتخبات، وكذلك فرق الأندية في مناطق السعودية المختلفة، تخيل أن الرياض لا يوجد بها ملعب للتدريب مع وجود أندية متميزة في ألعاب القوى، حيث أصبحوا يتدربون في الحدائق أو الساحات الترابية، نحن ننسق مع اللجنة الأولمبية وإدارة المشروعات في الوزارة لوضع حلول سريعة، ولكن الحل الجذري هو إنشاء ملاعب خاصة بألعاب القوى ومراكز تدريب متكاملة لجميع الرياضات في المناطق المرتفعة مثل أبها، الباحة، الطائف، جيزان وعسير، حيث يمكنها استضافة الأندية والمنتخبات السعودية وغيرها، لتنظيم معسكرات إعدادية ونستغني عن إنفاق المبالغ الطائلة في الدول المختلفة كما هو حاصل الآن.
13
ماذا عن ميزانية اتحاد القوى.. هل هي مناسبة من أجل مستقبل واعد؟
آمل رفع ميزانية الاتحاد حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة خاصة بعد زيادة الأعباء عليه، التي كانت سابقًا تتكفل بها وزارة الرياضة مثل مكافآت الحكام وتنظيم بطولات المناطق وغيرها من الأمور المادية.
14
كيف تعملون على تأهيل المواهب واكتشافها في أم الألعاب؟
لا بد أن نتفق أن العمل على تأهيل المواهب يحتاج إلى جهد كبير ومستمر ويبدأ من المدارس، ولدينا اتفاقيات مع الاتحاد المدرسي لتفعيل أنشطة ألعاب القوى في المدارس وتمكنا في بداية الموسم الماضي من إدخال مسابقات ألعاب القوى في الدوري المدرسي، الذي وعدنا بزيادة أعداد المسابقات تدريجيًّا، لتكون جميعها حاضرة في الدوري، وكذلك هناك تعاون مع بعض الإدارات التعليمية لإنشاء مراكز تدريب، ولكن لم تستمر بما نطمح إليه لعدم وجود بنية تحتية مناسبة.