2025-02-05 | 22:04 مقالات

فريق التوثيق في الاتجاه الصحيح

مشاركة الخبر      

حتمًا ستصل إلى ما توصل إليه فريق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية معززًا برأي خبراء الفيفا ـ وفق ما تناولته وسائل الإعلام ـ متى ما تجردت من ميولك واستندت إلى اللوائح والأنظمة بعيدًا عن الألوان والشعارات.
وهي الحقيقة التي توصلت لها منذ فترة طويلة ورصدتها في مؤلفي «بطولات الأندية وانعكاساتها على الخصخصة»، الذي صدر في عام 2017، والذي تناولت فيه تفصيلًا تاريخ انطلاقة الدوري السعودي وتطرقت إلى نقاط الاختلاف الجوهرية وقارنتها بالبطولات الكبرى التي سبقتنا بعقود مثل الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي والدوري البرازيلي.
فالممتاز مسمى صناعة محلية، والهبوط والصعود ليس بالضرورة معيارًا لبطولات الدوري والشاهد بدايات الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي، والنقاط ليست شرطًا للتفريق بين بطولتي الدوري والكأس والشاهد الدوري الإيطالي، وإنما اللوائح والأنظمة هي التي تحدد ذلك، ثم يأتي المنطق معززًا لهذا التوجه، إذ لا يمكن أن تُنظم بطولتي كأس دون تنظيم بطولة دوري وهي الأهم كرويًّا في كل دول العالم، لذلك كانت جائزته الأغلى «كأس الملك».
أما بطولات المناطق فهي مرحلة في بطولة أكبر وهو ما نصَّت عليه اللوائح والأنظمة بوضوح، وهو أمر يتماشى مع المنطق، إذ لا يمكن أن نقول إن هناك خمس بطولات دوري في عام واحد، فإن يفوز بطل الوسطى بالدوري، ثم يلعب مع بطل الشرقية الذي فاز ببطولة دوري الشرقية ويحصل الفائز منهما على بطولة دوري ثالثة، ثم يلعب الفائز منهما مع بطل دوري الغربية صاحب البطولة الرابعة ليحقق الفائز منهما بطولة دوري خامسة، ذلك بالتأكيد غير مقبول ولا معقول، والشاهد أن هناك العديد من البطولات الكبرى مثل كأس العالم وكأس آسيا وغيرها التأهل إلى نهائياتها، بالتأكيد لا يعني الفوز ببطولة.
وتبقى نقطة الخلاف «المنطقية» فيما يتعلق ببطولة الدوري التي نظمت في عام 1372هـ، فشخصيًّا أرى أنها أول بطولة دوري سعودي، على اعتبار أن من أمر بتنظيمها وزير الداخلية التي احتضنت وزارته السيادية بعد ذلك الإشراف الرسمي على الرياضة، ما يعني موافقة الدولة ـ أعزها الله ـ على تنظيم هذه المسابقة، فكيف لا نعترف بها إذا اعترفت بها الدولة؟ وهو رأي يشاركني فيه سعادة الدكتور صالح بن ناصر ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ، بينما يرى أصحاب الرأي الآخر وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد ـ رحمه الله ـ والدكتور أمين ساعاتي عميد المؤرخين ـ أطال الله في عمره ـ بأن بداية الدوري كانت في عام 1377هـ، على اعتبار أنه في عام 1372هـ لم تكن هناك جهة رسمية تشرف على الرياضة وهو رأي يحترم، وهو الذي ارتآه فريق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية.
وأختم بالقول إنني على يقين من أن هذا الطرح على الرغم من أنه منطقي واعتمد على وثائق ومستندات رسمية وجاء بعد تمحيص وتدقيق ودعم من خبراء الاتحاد الدولي، فإنه لن يجد قبولًا عند المتعصبين فقط كونه لا يتماشى مع ميولهم، وما أخشاه أن يؤثر نفوذهم على نتائج عمل فريق التوثيق.