جدوى التأهل لكأس العالم
بعيدًا عن المستوى، نقطة مهمة حققها منتخبنا الوطني أمام الساموراي هناك في اليابان، هي في تصوري بارقة أمل نحو تأهل الأخضر المباشر إلى كأس العالم 2026.
ولكن بواقعية يحز في النفس أن يصل منتخبنا إلى هذا الوهن، مباراة كاملة ولا هجمة صحيحة أو تهديد حقيقي أو حتى غير حقيقي على مرمى اليابان الذي سدد «12» مرة على مرمى العقيدي، والذي بدوره تصدى لاثنتين ببراعة في حين تولى القائم مسؤولية الذود عن المرمى السعودي في تسديدة أخرى، منتخبنا لم يحصل طوال التسعين دقيقة على أي ركنية بينما حصل الساموراي على «9» ركنيات، ولم تكن هناك أي جملة فنية للأخضر، ولكي تكون الصورة أكثر وضوحًا عن مدى تواضع منتخبنا في هذه المواجهة فإن الاستحواذ وصل إلى 78 في المئة لليابان، مقابل 22 في المئة لمنتخبنا.
وفي ضوء هذه الأرقام يتبادر إلى ذهننا سؤال يتمحور حول جدوى التأهل لكأس العالم؟! ذلك إن استطعنا التأهل فأمامنا مشوار شاق، حيث إننا سنتوجه إلى البحرين لمواجهة منتخبها المتطور والذي نجح في التعادل معنا على أرضنا، ثم نختتم مشوارنا باستضافة منتخب أستراليا الذي يتقدم على منتخبنا بثلاثة نقاط إثر فوزه الأخير على منتخب الصين.
حسنًا، دعونا نفترض أننا نجحنا في خطف بطاقة التأهل مباشرة أو غير مباشرة لنهائيات كأس العالم، ترى ماذا سنفعل أمام منتخبات أفضل من المنتخب الياباني سنواجهها في المونديال؟ في رأيي الشخصي أن مجرد التأهل لم يعد إنجازًا نتمنى الوصول إليه أو نسعى لتحقيقه، فلقد حققناه غير مرة سابقًا، وكان الأمل في ظل الدعم الاستثنائي الذي تحظى به الرياضة على وجه العموم ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص أن نكرر إنجاز 1994 على أقل تقدير أو تجاوزه إلى مرحلة أعلى.
وما نخشاه حقيقة أن نظهر في حال تأهلنا أمام العالم بمستوى باهت ونتائج غير مرضية، فمنتخبنا عناصريًا دون المأمول، وفنيًا لا يقدم مستويات تدفعنا للتفاؤل، وإداريونا لا يجيدون حتى تنسيق رحلات السفر.
عمومًا واضح أننا لا نسير في الاتجاه الصحيح على مستوى المنتخب وهو أولوية، لذلك من الأهمية بمكان إعادة تقييم استراتيجياتنا الكروية سواءً فيما يتعلق بأنظمة ولوائح دوري روشن، أو حتى تلك التي تخاطب المستقبل مثل أكاديمية مهد وبرنامج الابتعاث ودوري المدارس وغيرها، فبصراحة لا نكاد نلمس لها أي مخرجات إيجابية.