الفرصة التاريخية... وهمّة الشباب السعودي لمواكبة رؤية القائد
في كل مرحلة تمر بها أمة من الأمم، يظهر خلالها قادة يغيرون مسارها، وخصوصًا هؤلاء الذين يغيرونه ليوقظوا طاقاتها، ويعيدوا تعريف مستقبلها. ونحن في المملكة العربية السعودية نعيش هذه المرحلة بكل فخر تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الذي قدّم لنا قائدًا تاريخيًا، سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي لا يعمل وفق المعادلات التقليدية، بل يقفز بالمملكة إلى آفاق جديدة، ويصنع فرصًا غير مسبوقة لكل من يملك الهمة والطموح.
ومما تحقق قبل أيام من لحظات وقرارات تاريخية، على الصعيد السياسي والتجاري، وغيرها من أصعدة استراتيجية، هندسها بكل روعة واقتدار، سمو سيدي وليّ العهد، يعطينا رسالة واضحة بأننا اليوم نرى تحولات متسارعة في كل القطاعات، وليس في منأى عنها قطاعات الرياضة والثقافة والفن والسياحة، والاقتصاد. فنرى قوانين جديدة، وقطاعات تُفتح لأول مرة، ومشاريع عملاقة تُطلق بثقة. مع اشتراط صريح من سموه، بأن كل هذه التحولات تتطلب أمرًا رئيسيًا واحدًا: هو أن يعمل أبناء وبنات هذا الوطن بسرعة وهمة وتركيز عالٍ جدًا، مواكبين وتيرة العمل الهائلة التي يقودها سموه، ومستفيدين من هذه اللحظة التاريخية التي وفّرها لهم بعد توفيق الله.
ففي القطاع الرياضي مثلًا، الفرص لم تعد محصورة في الملاعب فقط، بل تمتد للإدارة، والتسويق والاستثمار والإعلام والابتكار. وفي المجال الثقافي والفني، تحولنا بشكل تدريجي ذو وتيرة سريعة، من مستهلكين إلى صنّاع، ومن متفرجين إلى مبدعين، ومن مشاركين على هامش أحداث هذه الصناعة، إلى ثوابت في صلب المشهد.
وفي القطاع السياحي، هناك ثروة وطنية لا تُقدّر بثمن تُفتح أبوابها أمام الشباب، ليس فقط لتقديم الخدمات، بل لتقديم الأفكار والمبادرات، وتصميم التجارب، والمشاركة في رسم هوية السياحة السعودية الجديدة.
ولأن التنمية لا تكتمل دون بيئة صحية، فإن الاهتمام بالمحافظة على الطبيعة، ونشر الغطاء الأخضر، ومبادرات «السعودية الخضراء»، هي مسؤولية وطنية. كل شاب وشابة يمكن أن يكون جزءًا من هذا التحول، بزرع شجرة، أو الحفاظ على نظافة موقع، أو تبني أسلوب حياة صديق للبيئة.
نهج سمو سيدي ولي العهد واضح لا لبس فيه، حيث لا مجال للمجاملة في عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف. فالمواقع القيادية تُمنح لمن يمتلك الكفاءة والقدرة على تحقيق المستهدفات، ومن لا يوفّق بتجاوز التحديات المناطة له، يُعفى بلا تردد ولا مجاملة، وتناط المهمة لمن هو أكفأ. وبهذا الانضباط، وبهذه الصرامة، تُدار الدول الناجحة وتصنع النتائج ويتحقق التقدم. وهذا النهج يُشكّل دعوة مفتوحة لكل فرد ليكون على قدر المسؤولية، ويؤدي واجبه بكل صدق واجتهاد.
وبكل أمانة، المرحلة تتطلب أكثر من مجرد مواكبة… بل تتطلب التفكير خارج الصندوق، بتقديم المبادرات، وابتكار الحلول، بعقول سعودية. فنحتاج لمن يبادر لتقديم مشروع يخدم حيّه أو وطنه، والقيادة وفّرت الأرضية، وفتحت الأبواب، ومن واجبنا أن نبادر ونبتكر، ونتحمّل المسؤولية بكل نضج.
ولكي نكون مؤهلين لهذا الدور، علينا أولًا أن نبدأ بإصلاح ذواتنا، حيث لا يمكن أن نصلح قطاعًا أو نخدم وطنًا إلا بالالتزام بأبسط قواعد الاحترام والنظام، ليتحول ذلك إلى ثقافة إصلاح مستمر، قد تبدأ من ثقافة احترام الطريق، والتعامل بلطف مع الناس، والانضباط في العمل، والصدق في السلوك. هذه القيم ليست تفصيلًا، بل هي أساس لأي نهوض حقيقي.
المرحلة اليوم ليست مجرد فرصة… بل هي مرحلة حقيقية وحاسمة لتحمل المسؤولية. فالمملكة اليوم لا تنمو فحسب، بل تحقق القفزات تلو القفزات، ومن لا يقفز معها، فسيتخلف. ومن لا يبادر، يُستبدل. أما من يعمل ويتطور ويؤمن بوطنه… فهو صانع من صنّاع المستقبل الزاهر بإذن الله.
نسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين، وأن يوفق ويحفظ سمو ولي العهد لمساعيه التاريخية، وأن يوفق شباب وفتيات هذا الوطن لاستثمار هذه الحقبة التاريخية بكل وعي وعزيمة، وأن نرى طموحات رؤية 2030 تتحقق بسواعد وطنية تعرف قدر نفسها، وتخدم دينها، وتحب أرضها، وتخلص لقائدها.