صناع المحتوى.. سنة أولى في دورينا
شهد هذا الموسم في دورينا دخول صناع المحتوى ضمن قائمة وسائل الإعلام لتغطية مباريات الدوري من خلال تصريح تتيحه الرابطة يكلف 20 ألف ريال للموسم الرياضي الواحد، واليوم نستطيع أن نحكم بشكل عام على التجربة، وهناك ثلاثة أمور أريد أن أتحدث عنها.
أول هذه الأمور هو الهدف الرئيس من هذا التصريح، حيث من الواضح إن رابطة دوري المحترفين تريد أن تحقق انتشارًا أكثر على منصات التواصل الاجتماعي، ويحقق صناع المحتوى هذا الأمر من خلال تغطيتهم التي تصل إلى ملايين المتابعين داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، أيضًا في العالم العربي حيث يملك الكثير من صناع المحتوى الرياضيين الذين شاهدتهم في الكثير من مباريات دورينا قاعدة جماهير ضخمة لا يمكن الاستهانة بها، وربما أوصلت الدوري لشرائح مختلفة من المتابعين.
ثاني الأمور التي أريد الحديث عنها هو غياب صناع المحتوى عن المباريات التي لا تشمل طرف جماهيري، وهذا أمر طبيعي من وجهة نظري، والحل في ذلك هو تمكين صناع المحتوى المتخصصين في الأندية غير الجماهيرية في القصيم والأحساء والدمام، وأعتقد أنهم مستعدون لذلك ولكن من الصعب جدًا عليهم دفع 20 ألف ريال للحصول على هذا التصريح، خاصة أنهم في غالب الأمر لا يتلقون دخلًا مجديًا من صناعة المحتوى هذه، على عكس صناع المحتوى الموجودين بالمباريات الكبرى ومع الأندية الكبرى، حيث يملكون ملايين المتابعين والحصول على التصريح بهذه القيمة مجدٍ لهم على عكس من يغطي لأندية مثل ضمك والتعاون والرائد والعروبة، وقد يكون حل الرابطة إما تقليص المبلغ ليصبح رمزيًا أو منحهم التصريح بلا مقابل مالي.
ثالث الأمور التي أريد أن أتحدث عنها هو وعي هؤلاء الصناع ومستوى ثقافتهم، فالكثير منهم يملك تعليمًا عاليًا ولغة إنجليزية ممتازة تحدثًا، وهم أصبحوا واجهة في المراكز الإعلامية في مبارياتنا الكبيرة عند زيارة وفود إعلامية أجنبية لتغطية دورينا.
تجربة أعتقد أنها في سنتها الأولى حققت أهدافها، وربما أكثر من ذلك، ولكن هذه التجربة لديها فرص وإمكانيات بأن تذهب إلى آفاق أعلى في التغطية الإعلامية، وربما ستكون مصدرًا أول لتخريج كوادر إعلامية وطنية تحاكي المرحلة الحالية في كرتنا.