2025-07-19 | 01:08 مقالات

كلام «ويك إند»

مشاركة الخبر      

ـ لا ينقص إنسان اليوم المعلومات، ولا القرارات الممتازة، فهناك من يستطيع أن يعطيها له بما يناسب حالته، النجاح والفشل كله في التنفيذ أولًا، وفي حسن التنفيذ أولًا أيضًا. أخذ صديقي رسومات لديكورات صالون منزله من تطبيق ذكاء اصطناعي، كانت رسومات رائعة، جاذبية للجلوس طويلًا في الصالون، طبعًا إن نُفذت كما هي على الورق. قارن الصديق بين ثلاثة أسعار من شركات مختلفة، الفارق بين السعر المرتفع والأخير شاسع، قرر اختيار الأرخص، وطبعًا تم تنفيذ الصالون بشكل لا علاقة لا بالجمال، ولا المتانة، ولا الأناقة. بالتالي اضطر لإعادة التنفيذ مع الشركة الأغلى، وبذلك دفع مرتين، تمامًا كما يقول المثل الإنجليزي: تشتري رخيص تشتري مرتين. أعادتني حكاية الصديق للكثير مما حاولنا تنفيذه في حياتنا وتحول إلى فشل، لا يمكن أن نحصل على نجاح دون أن ندفع مقابله المال الذي يستحق أو جهدًا كافيًا، الأفكار التي تنفذ ببخل وتردد تنتهي هزيلة.
ـ أُكثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي في المقالات، حتى زميلتي في البرنامج الإذاعي «مها سعود» لاحظت ذلك في البرنامج وقالت: يا أخي تراك ذبحتنا بالذكاء الاصطناعي ! أعتقد أنني فعلًا أتحدث عنه كثيرًا، لأنني أرى تغييراته، وسيغير في حياتنا أكثر مما يبقي، وهذا سبب كتابتي الدائمة عنه. الأمر لا يشبه ما فعله الإنترنت، بل أكبر بكثير، الإنترنت سهل التواصل بين الناس، وبين الناس والجهات الحكومية والخاصة، سهّل لنا أشياء كثيرة، لكن الذكاء الاصطناعي سيفرض واقعًا جديدًا في كل ما نعرفه باستثناء الطعام - لغاية الآن - سيشمل الذكاء الاصطناعي مهن كثيرة، ويخفض من فرص الوظائف للإنسان، الأطباء لن يكونوا كما نعرفهم، ستقل أعدادهم كثيرًا، المهندسون كذلك، لن يصبح للهندسة والطب الهالة الاجتماعية التي نعرفها، لأن شخص عادي سيستطيع تشخيص نفسه عبر الذكاء الاصطناعي المتطور، وستصل له الأدوية عند باب بيته، والأمر نفسه للهندسة، سيكونون تنفيذيين أكثر من كونهم مهندسين، الأدب كذلك، لقد تعمقت فيما يستطيع كتابته، واكتشفت أنه يملك أدوات خطيرة، يعرف لغة الحاضر لكل الوسائل الإعلامية، ويكتب بإيجار بليغ، مسألة سيطرة الذكاء الاصطناعي في الأدب والإعلام بصورة عامة محسومة، وفي مدة أقل مما نعتقد. كان نصف كلامي عن المذيعين الاصطناعيين مزاحًا، لكني متأكد منه الآن. أعتقد أنه وبعد عشر سنوات من الآن سيأخذ نصف وظائف البشر، وسيضطر البشر لابتكار وظائف جديدة يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي لاحقًا. المشكلة ليست فيما وصل إليه الذكاء الاصطناعي اليوم بل فيما سيصل إليه بعد عشر سنوات، لأن ذكاءه يتضاعف مرات كل عام.