2025-09-05 | 15:50 قصص رياضية

من كرويف إلى أجويرو.. نجوم قالوا «لا للمونديال»

الرياض - تركي المطيري
مشاركة الخبر      

في عالم الساحرة المستديرة، يُعدّ كأس العالم حلمًا لا يُضاهى، موعدًا مع التاريخ ينتظره اللاعبون بشغف، يرهقون أجسادهم في التدريبات، يحلمون بدعوة المنتخب، ويتخيلون أنفسهم يرفعون الكأس وسط احتفال المدرجات. لكن، في لحظات نادرة، اختار بعض النجوم أن يديروا ظهورهم لهذا الحلم، تاركين وراءهم قصصًا تُروى عبر الأجيال.
فجر الجمعة، ألمح الأسطورة ليونيل ميسي، قائد منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم، إلى احتمال غيابه عن مونديال 2026، فاستيقظت ذاكرة عشاق اللعبة لتستعيد أسماء نجوم تحدّوا المنطق، ورفضوا فرصة المونديال.
في أكتوبر 1977، كانت هولندا تستعد لمونديال الأرجنتين 1978، لكن صدمة مدوية هزّت الجماهير: يوهان كرويف، العقل المدبر والقائد الأسطوري، أعلن اعتزاله دوليًا قبل البطولة بعام.
منتخب «الطواحين»، الذي بلغ النهائي لاحقًا، خسر نجمه الأول.
التكهنات حول قراره انتشرت كالنار في الهشيم، لكن الحقيقة لم تُكشف إلا بعد ثلاثة عقود.
كرويف روى بألم كيف اقتحم مجهولون منزله، قيدوه تحت تهديد السلاح، ووضعوا بندقية على رأسه أمام زوجته وأطفاله.
«أدركت حينها أن عائلتي أهم من كرة القدم والشهرة»، قالها بنبرة حاسمة.
اختار كرويف الابتعاد، تاركًا السؤال يتردد في أذهان الهولنديين: «ماذا لو لعب كرويف؟ هل كنا سنحقق اللقب؟».
بعدها بأعوام، وفي مايو 2014، ودّع الإسباني كارليس بويول، القلب النابض للمنتخب الإسباني، الملاعب نهائيًا.
سلسلة إصابات مؤلمة أجبرته على الاعتزال قبل مونديال البرازيل.
على الرغم من أن الباب كان مفتوحًا لعودته إلى «الماتدور»، اختار بويول الابتعاد، تاركًا منتخبه يخوض البطولة بلا ظله القيادي.
النتيجة، خروج مبكر لإسبانيا، بعيدًا عن هيبة الأبطال.
وفي قصة أخرى مؤثرة، أجبر مرض القلب النجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو على تعليق حذائه قبل مونديال قطر 2022 بأقل من عام.
بينما كان يحلم بمرافقة ميسي نحو المجد، اضطر للتوقف.
لكن الأرجنتين، بقيادة صديقه العظيم، سارت نحو اللقب، تاركة أجويرو يشاهد من بعيد، بحسرة قلبٍ توقف عن اللعب، لكنه لم يتوقف عن الحب.
من كرويف إلى بويول إلى أجويرو، هؤلاء النجوم لم يرفضوا المونديال هروبًا، بل كانت قراراتهم نتيجة ظروف إنسانية قاسية.
ومع تلميح ميسي الأخير، يبقى السؤال: هل سيضيف الأسطورة الأرجنتينية اسمه إلى قائمة من اختاروا الابتعاد عن الحلم؟ أم سيكتب فصلًا جديدًا في تاريخ المونديال؟