2025-09-05 | 23:08 مقالات

وما زال التوثيق مستمرا

مشاركة الخبر      

بعد مخاضٍ طويلٍ وشاقٍّ، تم الإعلان، مطلع الأسبوع، عن نتائج مشروع توثيق تاريخ كرة السعودية. وقد قوبل المؤتمر الإعلامي للحدث بمزيجٍ من الترحيب والحذر والرفض، فلكلٍّ رأيه المبني على قناعاته أحيانًا، وميوله أحيانًا أخرى. وفي الوقت التي توقَّعنا فيه أن نطوي صفحة التوثيق، الذي أشغل الوسط الرياضي سنواتٍ طويلةً بين أنديةٍ، تعرف بطولاتها الموثّقة بالدليل مثل الصور والجوائز، وأنديةً، تتغيَّر أرقام بطولاتها كل موسمٍ، إلا أن النتيجة لم تقنع كامل الوسط الرياضي، فهي فاجأت الكل، لذا أصبح الجميع يردِّد «وما زال التوثيق مستمرًّا»!
هناك أنديةٌ راضيةٌ بالنتائج النهائية، لأنها حققت مطالبها التي تراها منطقيةً، ولعل أسعد الأندية، هي الأهلي والاتحاد، إذ زادت بطولاتهما للدوري بشكلٍ ملحوظٍ، فانفرد الاتحاد بالوصافة بـ 14 لقبَ دوري، بينما قفز الأهلي من ثلاثة ألقابٍ إلى تسعةٍ متأخرًا عن النصر بلقبٍ وحيدٍ، في حين كانت الأندية الأكثر غضبًا النصر والشباب، وقد اتَّضح ذلك من ردود أفعالهما تجاه النتائج، ومَن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، سيلاحظ الاستياء وعدم الرضا، «وما زال التوثيق مستمرًّا».
ربما يكون الهلال أقل الأندية اعتراضًا، ليس لأنه راضٍ تمامَ الرضا عن النتائج، لكنْ لأنها وضعته زعيم الأندية في جميع البطولات المحلية، إضافةً إلى زعامة القارة، فقد نتج عن تعديل بعض البطولات تسيُّد الهلال بطولة كأس الملك التي كان الأهلي سيدها، وكان يُلقَّب بـ «قلعة الكؤوس». وأصبح الهلال زعيم الدوري، وكؤوس الملك وولي العهد والسوبر، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك من الأصوات الهلالية مَن لا يعترف بالنتائج «وما زال التوثيق مستمرًّا».
تغريدة tweet:
يقال: إن «رضا الناس غاية لا تدرك». لذا لن يرضى المجتمع الرياضي مهما كانت النتائج، لكنَّ الرضا النسبي مطلوبٌ بعيدًا عن مبالغة بعضهم في مدح، أو قدح المشروع، فلا يوجد عملٌ كاملٌ، لذا لابد من مراجعة سلبيات التوثيق الحالي ومعالجتها بدلًا من تبني منهج «لا أريكم إلا ما أرى»، أو كما يقول الغرب: «My way or the high way». وعلى منصات التوثيق نلتقي.