|


بدر السعيد
الميدان للجادين فقط
2020-07-11
أشهر مضت كانت عصيبة على كل قطاعات الأعمال في العالم، بل على كل فرد يشاركنا هواء الكرة الأرضية.. أشهر توقفت معها العديد من مجالات الحياة بشكل قسري لم يكن بمقدورنا إلا أن نتعامل مع بعض أنماطه بأسلوب الانتظار.. ولأن الانتظار ثقيل على من حرم من لذة اعتاد عليها فإنه كذلك بالنسبة لعشاق انتظروا طويلاً وبقي على انتظارهم سبعة عشر يوماً إضافية هي العمر الزمني الفاصل قبل عودة الحياة لملاعب كرة القدم في دوري المحترفين السعودي..
لن يدوم الانتظار طويلاً فقد اقترب الرابع من شهر أغسطس القادم.. لن يدوم الانتظار طويلاً لشغف وترقب يشغل اهتمام وتفكير الملايين ممن توقفت عقارب ساعاتهم عند مصير مجهول لفرقهم، وأعني بذلك جميع فرسان الدوري بلا استثناء.. مصير مجهول بين انتظار فرحة وخشية مصير مظلم.. مصير مجهول بين نيل المراد أو الإخفاق..
مضت أشهر الانتظار طويلة ثقيلة على “المنتظرين” لكنها لم تكن أشهراً خالية من العمل والإعداد والتحضير لعودة المنافسات، فمعظم المعنيين بالأندية وفرقها قد تعاملوا مع تلك الفترة بأحد أمرين: فئة “محترفة” واعية ومدركة لطبيعة المرحلة كانت فترة التوقف بالنسبة لها حافلة بالعديد من التحضيرات والإجراءات المهمة لتلك الإدارات الرياضية التي تعي دورها ومسؤوليتها، وتؤمن بقدرتها الاحترافية في تنظيم فرقها وضمان ظهورها بجاهزية تامة لخوض جميع ما تبقى من مكتسبات قائمة.. وعلى الجانب الآخر كان هناك فئة أخرى “فاشلة” استغلت فترة التوقف بتجهيز إعلامها بسيناريوهات التضليل والاعتراض والتشكيك في كل شيء، المهم أن تكون جماهيرها غافلة عن واقع الإعداد وغياب الجاهزية الفنية..
لن تستغرق وقتاً طويلاً للتمييز بين الفئتين.. ولن تحتاج لساعات من البحث لتعرف أسلوب كل فئة وأدواتها وتوجهاتها.. سأترقب كغيري ما تصل له سفن الأندية في الختام، فإن انتصرت الفئة الأولى وحققت أهدافها فهذا سيعني بالضرورة أن رياضتنا في الطريق الصحيح.. أما إن تحقق للفئة الأخرى مرادها فهذا مؤشر سلبي يعني نجاح “ثقافة الضجيج” في تحقيق مآربها بالصوت لا بالعمل..
واليوم ونحن على مشارف عودة المنافسات فإننا موعودون بواقع ينتظرنا لتكون عقولنا وأعيننا شاهدة على نتائج عمل كل فئة.. والأكيد أن العاطفة حينها لن تجدي نفعاً فالميدان يحمل معه 24 نقطة متاحة للجميع.. الميدان حينها هو الفاصل والحكم والساحة التي لن يتفوق فيها إلا الجادون.. والجادون فقط..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..