|


أحمد الحامد⁩
دراسة الدراسة
2024-04-28
الدراسات العلمية اليوم أصبحت «ترند»، كلما فتحت موقعًا إلكترونيًّا وجدت عدة دراسات دفعة واحدة، لذا قررت أن أقدم دراسة، ولكي يكون عندي «سالفة» أُبهر فيها من هم حولي وأقول أثناء حديثي معهم: في الدراسة الأخيرة التي أجريتها..! فكرت ما الدراسة التي أستطيع تقديمها للناس وأنا لا أعرف في الطب ولا الزراعة ولا التقنية ولا التجارة، لا أعرف شيئًا سوى الكلام، لذا قررت أن تكون دراستي عن الكلام، وإليكم بعض ما جاء فيها.
81 بالمئة من النقاشات لا يأخذ أحد المتحدثين فرصته العادلة في إيصال فكرته، ولا يساعده المقابل في توضيح رأيه أكثر، وإذا سمعت الذي تناقشه يقول لك: مع احترامي لرأيك فتأكد بأنه سيقول ما لن يحترم فيه رأيك، لذا حاول أن تقول له مباشرة: أتمنى أن تحترم رأيي فعلًا. 92 بالمئة من الذين يقولون مع «احترامي لرأيك» يكونون مندفعين لتحطيم رأيك. إذا قاطعك أحدهم قائلًا «كلامك على متمة» فغالبًا أنه أراد مقاطعتك لكي لا تتم كلامك، العبارة التي قالها لك عبارة عن تغليف أنيق للسكين الذي سيقطع بها حديثك، 95 بالمئة من هؤلاء لديهم رأي مسبق عما سيقولونه لك، ويدافعون عنه حتى وإن أثبت لهم صحة ما تقول بالبراهين وبالعلم وبالشعوذة.
3 بالمئة فقط من البشر سيستمعون لك بإنصات شديد، وسيطلبون منك توضيحًا أكثر، وسيقولون إن كلامك مهم، وبأنهم سعداء بالاستماع لرأيك، وأن ما قلته مفيد. إذا ما صادفت مثل هذه النوعية من الناس فتمسك بها، لأنها نوعية عميقة، وبعد عدة لقاءات ستكتشف أن لديهم مخزونًا فكريًّا كبيرًا ستستفيد منه. 98 بالمئة من الآراء التي ستسمعها هي ردات فعل أكثر من كونها رأي تشَكل من معرفة، على سبيل المثال تجد الرجل الذي على خصام مع زوجته ينتقد طريقة تفكير النساء بصورة عامة، ثم يتخلى عن رأيه بعد أن يتصالحا. مثل هؤلاء لا يصلحون للاستشارات.
1 من كل 100 ألف شخص سيتراجع عن رأيه، أو يتصل بك بعد نقاشكم الأخير ليقول لك: فكرت في كلامك وتبين لي أن رأيك صحيح بينما رأيي خطأ. إذا كنت محظوظًا ووجدت هذا الشخص فنصيحتي أن تسكن في بيت بالقرب منه، وإن لم تستطع فحاول التصوير معه للذكرى، ستقول لأحفادك بعد سنوات هذه صورتي مع شخص تراجع عن رأيه، ربما لن يصدقوك في دواخلهم، لكن لا بأس. 100 بالمئة من الأرقام التي في الدراسة غير صحيحة، لكن ما ذكرته موجود في يومياتنا، هل يختلف أحد معي.. كلامك على متمة لكن.