|


هيا الغامدي
لا "تستصغرونه" يا من "تحسدونه"!
2017-12-18

 

 

 

مع اقتراب العد التنازلي لانطلاقة "خليجي23" بالكويت، بدأ بعضهم بالألعاب النفسية "الخشنة" المعروفة، والعزف على أوتار المعنويات ضد منتخبنا، متناسين أن هذه أساليب بالية/ قديمة أكل عليها الزمن وشرب، لكنها لا تزال ديدن بعضهم، ونوعًا من الحرب النفسية التي لم يعد لها تأثير كبير في عالم المستديرة الآن! يتغير كل شيء ولا تتغير أساليبهم ضد "الأخضر"، ولا أعلم هل هو حسد.. غيرة!! ولكنها "مركبات نقص" وحسب!.

 

ربما كان ذلك قدر "أصحاب النعم"؛ فكل ذي نعمة "محسود"، الكرة السعودية أيًّا كان المشارك بها منتخبًا أول.. رديفًا.. تبقى هي نفسها ذات "العظمة" والنسيج الكروي التاريخي الكبير، والصبغة الأنثروبولوجية، ويكفيه فخرًا أنه المنتخب الخليجي الوحيد الذي سيشارك بعد أشهر قليلة في المونديال الروسي، وسبق ذلك أربع مرات!.

 

فالمتفوق "دراسيًّا" يكرهه زملاؤه الأقل ذكاء وقدرة استيعابية لشعورهم بالنقص أمامه، والجميلة تنبذها أخواتها حسدًا وغيرة لإحساسهن بأنهن أقل حظًّا منها، وهذا قدر أصحاب النعم!!.

 

هذا المنتخب الذي ينتقد ويُقلل من شأنه "لشيء في نفس يعقوب"، هو من نفخر ونثق به، سيكون أهلاً للثقة ودعامة لمستقبل الكرة السعودية، وما "خليجي 23" إلا بوابة الانطلاقة نحو النجومية بإذن الله لهؤلاء المواليد وغيرهم!.

 

زرع الثقة مهم، والأهم أن المشاركة في هذا المنتخب ستكون "خفيفة/ ظريفة" خالية من الضغوط والمطالبات؛ ولهذا أتوقع نجاحه بترويض هذه العنيدة وإعادتها للبلد الأم الذي انطلقت منه كفكرة سعودية، ومارست العناد و"العصيان" لترضخ بكبريائها له ثلاث مرات فقط، رغم الإرث السعودي الكروي الكبير على الصعيدين القاري والدولي، ورغم قوة الدوري السعودي وشهرة نجومه وفخامة محتواه ومكوناته الإعلامية!.

 

كل عنصر خبرة مع هذا المنتخب تقع على عاتقه مهمة تسهيل مهام زملائه الجدد وبالذات الفريدي وفلاتة.. إلخ، للرد على من ينتقد منتخبنا وينتقص من إمكانيات لاعبيه "ميدانيًّا"؛ فالبطولات والإنجازات لا تأتي "بالبربسة" والتوقعات "الخبيثة" فضائيًّا، وعبر البرامج التلفزيونية "الموجهة"، بل بالمستويات والأداء الرجولي في الملعب!.

 

أشيد بقرار المشاركة في هذا المنتخب ضمن هذه المكونات، وفي ظل هذا الحراك الرياضي المتصاعد أنا على ثقة بأننا سنجني الكثير، فمنتخبنا "يا من تجهلونه" عمدًا وتجاهلاً كان ولا يزال أحد أهم القوى الكروية خليجيًّا وإقليميًّا وقاريًّا، وهو من يضيف للمشاركة الخليجية ويعطيها القوة والنجاح ويكسبها الأهمية وتسليط الأضواء وليس العكس! وما قلة حظه بها إلا كيمياء فنية يدرك أسبابها أهل الخليج وخاصته!.

 

تجربة الاستعانة بالمنتخب "الرديف" تجربة "عالمية"، سبقنا لها منتخب ألمانيا والفكر الاستراتيجي لدى الداهية "لوف" في بطولة كأس القارات 2017، باعتماد "صف ثانٍ" للمانشافت من الوجوه الجديدة/ البدلاء، مطعم بعدد من الأساسيين، أثمر إيجابيًّا بحصد لقب بطولة القارات بجدارة واستحقاق! وفي الوقت ذاته شكل "جدارًا مناعيًّا" قويًّا للمنتخب الأساسي، بوجود احتياطيين على مستوى الأول، مؤهل ومعد إعدادًا فنيًّا وتجربة دولية قويين!.

 

مجموعتنا ليست بالسهلة؛ فكل منتخب لديه كاريزما وأهداف، "الكويت" أرض وجمهور وعطش شديد، "الإمارات" جيل ذهبي يبحث عن إنجاز، "عمان" منتخب عنيد لديه هوس إثبات الذات وغالبًا ترك بصمة!.

 

وخلاصة الموضوع..

 

نحن بحاجة إلى إعداد "نفسي/ معنوي" على مستوى الإعدادين الفني/ التكتيكي والذهني للاعبين، لنمضي بهذا المنتخب وبآماله وطموحاته للبعيد، ولتأتي لنا عناصر جديدة بإنجاز نفخر به تحت مسمى.. "صنع في السعودية"!