|


هيا الغامدي
"الفساد" يا إنفانتينو "أهم" من الزيارات!
2017-12-29

زيارات عديدة ومتكررة للشرق الأوسط من قبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري/ الإيطالي "جياني إنفانتينو"، واهتمام بتعميق أواصر الصلة بين رياضة دولِهِ، وأهم منظومة كروية بالعالم "فيفا"!

 

تساؤلات عدة دارت برأسي وما أردت الوصول إليه هو أننا قد لا نبحث/ لا نريد فيفا "مجامل، مُداهن" بقدر ما نريد فيفا "محايد" ونظيف! وحقيقة فيما بين السطور، أن ذلك الرجل "الأصلع" شخصية ديناميكية ذكية وأكثر مرونة من سابقه العجوز ابن جلدته "جوزيف بلاتر"؛ وهذا ما يميزه!

 

ذكاء رجل الـ"فيفا" متعدد اللغات وصاحب العقلية "القانونية"، أفاده بتقوية العلاقات مع دول المنطقة سياسيًّا قبل "رياضيًّا"، بحرصه على لقاء قياداتها إيمانًا منه بالعمل الجاد واحترام الجميع! وما الخلفية العملية التي استطاع من خلالها حل كافة الصراعات والآفات والأخطار التي تهدد نزاهة كرة القدم بأوروبا، وأشكال التميز العنصري وأعمال التخريب والتلاعب بالمباريات، قد أتت إلا من خلال عمله بلجنة إصلاح الفيفا!

 

سيناريوهات عدة أتت "بجياني" لسدة رئاسة المنظومة الأكبر كرويًّا في العالم، خاصة بعد حملة الإيقافات شديدة اللهجة التي مُني بها عدد من المتهمين بالفساد!

 

ولذلك أتمنى بأن تخرج مهام إنفانتينو "الحقيقية" من مجرد زيارات وحضور مؤتمرات أو اجتماعات، وتعميق علاقات لميدان "التطبيق"، للعمل الجاد الذي يخدم رياضة المنطقة كرويًّا ويطورها ويحل إشكالاتها، ويكون إضافة إيجابية لرياضة الشرق الأوسط الذي تجمعه به علاقة "دم ولحم ونسب"؛ فزوجته "لبنانية" وبناته عربيات، ومهم جدًّا أن تكون لديه أذن تصغي وبشدة ماذا يريد العرب الآن من الـ"فيفا"؟!

 

 ولعل أهم/ أكبر قضية تشكل تحديًا لهذا الرجل النشط، الذي أصبح وجهًا معروفًا في المنطقة، هو ملف استضافة قطر لمونديال 2022م، وهي القضية الأم الآن!

 

وعلى عاتقه تقع مسؤولية فتح المزيد من التحقيقات/ الاستجوابات للكشف عن أي شبهات لم تكف الصحافة الأجنبية "أوروبية/ أمريكية"، عن طرحها وبحثها والمطالبة برصدها؛ تزامنًا مع ما يحدث فيما وراء أبواب الـ"فيفا" المغلقة من محاكمات وشبه فساد ورشاوى!

 

إنفانتينو "مُلزم" الآن أكثر من أي وقت مضى بتطهير الـ"فيفا" من أدران الفساد وأي شبهات، أو حتى مجرد "ظنون"! فهو مستقبل الاتحاد الدولي ورأس هرمه والرجل المعني بتسيير أموره ورصد مخالفاته، ومهم له إظهار "التزامه" وليس اهتمامه فقط بإصلاح ما أفسده الدهر والآخرون بالـ"فيفا"، وما زرعوه من "بؤر" فساد، ليس مهمًّا تجفيفها/ ردمها بقدر ما يهم اقتلاعها من جذورها وتطهير المؤسسة الرياضية العالمية منها! إنفانتينو إن لم يتصدَّ لأي "ثقوب" شُبه فساد بالـ"فيفا" الآن؛ فسوف يجر من جديد على كرة القدم ثقافة الفساد ويؤصلها!

 

مستبشرون خيرًا جميعًا بمساعي رجل الـ"فيفا" الأول للإصلاح والشفافية، وإعادة الهيبة للاتحاد الدولي من جديد، "سعوديًّا" على الأكثر من مصلحة رياضتنا "أندية/ منتخبات" هذه الصلات القوية المتينة مع إنفانتينو؛ فالرجل يرأس أعلى سلطة كروية في العالم، وما كان يظهره لنا اتحاد القارة من ظلم وإجحاف وممارسات سلبية في السابق "ستخف وطأته" نوعًا ما، باعتباره المرجعية الأعلى، وسيهاب أكثر ردود الفعل لأي تجاوزات أو ظلم، عطفًا على التواصل "الحميم" بين مسؤولي كرة القدم السعودية وصناع القرار بالـ"فيفا"!

 

هارد لك لمنتخبنا.. لا نقسو على مستقبل كرتنا.. كسبنا نجومًا و"ما همتنا" الألقاب!