هبّت رياح الهلال التي يعرفها الأهلي جيداً فارتعدت أقلامهم ونددت بالهروب من السوبر وتذكرت مع هذا الشرود ذلك الصغير الذي يبكي من هزائمه المتوالية في البلايستيشن حتى إذا فاز مرة!
راودته نفسه بالهروب كي لا يعود إلى أحزانه فقد لا يجد تلك الصدفة التي جعلته بطلاً!
الهروب مسلسل أهلاوي..
بالسيناريو والقصة والإخراج والإنتاج وهو عادة لمن لا يمتلك شخصية البطل والثقة بالذات والإنجاز وإن الأهلي بدأ يراود نفسه بالانسحاب من السوبر ليس لحقيقة الأعذار التي أصدرها في بيانه الركيك وإنما لتعليق المبررات واستعطاف جمهوره قبل أن يلاقي مصير الاكتساح من الزعيم الملكي الذي يجدد التاريخ والعهد فهل ننسى اليد التي ارتفعت مشيرةً "بالأربعة" التي دك بها الهلال شباك الأهلي بنهائي الملك 1404 هـ ؟
وهل ينسى التاريخ هدفي سامي الحاسمين للدوري بعقر دارهم؟
وهل ينسى التاريخ الضرب بخماسية في افتتاح بطولة المؤسس وتحقيق السوبر ومن ثم ختم البطولة بقذيفة التمياط الحاسمة لنيل كأس "أبو الملوك" على حسابهم أيضاً؟
وسيذكر التاريخ أن الملكي هو أكثر نادٍ أبكى جماهير الأهلي بالنهائيات وأن الأهلي ليس إلا (محطة عبور) تاريخية للهلال نحو الكؤوس!
فالأرقام خير شاهد والتاريخ لا يكذب، ١١ نهائياً جمع الفريقين، حصل الزعيم منها على ٨ كؤوس فكيف لا يكون هذا الأزرق مرعبًا لكل بطل أنشأته الصدفة؟
يُقال إن الهروب هو نصف الشجاعة!
وأنا أجد نفسي مشفقًا على الأهلي فالنصف الآخر من الشجاعة كان فارغًا وترقب لقاء الهلال كفيل بإراقة النصف الأول!
همسة:
ـ لندن .. أن تبكي أكثر يا أهلي !
