|


No Author
آسيا.. "فوق البيعة" - رياض المسلم
2016-10-26
منتخبنا الشاب حقق الأهم وتبقى المهم.. فالأهم بالطبع هو الوصول إلى مونديال العالم تحت 20 عاما والمهم الحصول على اللقب القاري.. عاكسا مقولة الأهم فالمهم.. نهائيات آسيا تحت 19 عاما المقامة حاليا في مملكة البحرين شهدت كتابة أسماء جيل بمداد من ذهب دخلوا التاريخ المونديالي ليسطروا أسماءهم بجانب أسماء سابقيهم..
استفدت الكثير من قربي من بعثة المنتخب.. فهذا القرب جعلني أقف احتراما للعمل الاحترافي الذي يقوم به جميع العاملين في أخضرنا الشاب..
أسنان لامعة تشاهدها لدى الجميع عندما يأتي وقت الفرح.. ولكنها سرعان ما تختفي وتتحول اللمعة إلى الأعين حين يبدأ العمل.. فتجد التركيز والجدية..
مواطن خمسيني التقيت به قبل مباراة العراق في دور الثمانية وسألته "من وين حضرت؟ وهل شاهدت مباريات ماضية للمنتخب؟" رد: "من الخبر، وهذي أول مرة أحضر للمنتخب وما شفت أي مباراة ولكن سمعت أن منتخبنا يلعب زين ويفوز فقررت أني أسانده.. يستاهلون"..
هذا المواطن يعكس ما وصل إليه المنتخب من منجز حيث سمّع الجميع فكان صوت العمل أعلى من صوت الطبول..
الجميع سعيد بتأهل الأخضر إلى المونديال..
الآن.. الأفراح توقفت بأمر المدرب سعد الشهري.. يقول سعد علينا ان نركّز فالبطولة لم تتوقف إني أشاهد الكأس بعيدا ونحن نقترب منه.. علينا ان نعمل لنحققه.. كلام المدرب الشاب للاعبين الشبّان يدخل إلى مسامعهم فورا.. فسرعان ما تشاهد اللاعبين يدخلون في أجواء العمل الجاد على الرغم من انهم لم تمرّ إلا ساعات على أفراحهم..
وضع كل لاعب بطاقة المونديال في "جيبه".. وبقي الجيب الآخر جاهز لاحتضان كأس آسيا..

قصة التأهل
ولبلوغ المونديال قصة.. ففي كل مباراة يخوضها المنتخب.. كان الكثيرون يشككون في مقدرته على تجاوزها..
هم لا يلامون كونهم يرون البيت من الخارج ولم يقفوا على بنيانه أو يدخلوه.. وزاد الطين بلة الخسارة في المباراة الأولى من المستضيف البحرين فابتعد عن الأخضر الكثيرون وانتظروا خروجه من المنامة بحلاوة "شويطر".. فقط والعودة..
نظرت في أعين اللاعبين بعد الخسارة.. صدمة.. حسرة.. دهشة.. يتساءلون ماذا أصابنا؟ كيف خسرنا؟ كنّا الأفضل؟..
لم يرفعوا الراية البيضاء بل ارتدوا الزي الأبيض ودخلوا للغامض تايلاند واتخموا شباكه برباعية نظيفة.. ليقولوا للجميع نحن هنا.. صوت من بعيد بالعامية يرد: "تراهم تايلاند خلونا نشوفكم قدام كوريا الجنوبية"..
يبدو أن هذا الصوت وصل للاعبين.. في المطعم صمت يخيم.. يأكلون بهدوء.. يشبعون سريعا.. شهيتهم توقفت.. تفكيرهم في مباراة كوريا الجنوبية.. عليهم أن يأكلوا بأيديهم ولا يدخلوا في حسابات معقدة حتى وإن كانت شهيتهم للأكل مغلقة ولكنها للعب مفتوحة..
ملحمة كروية سطروها على أرض الملعب الوطني.. جعلوا من الكوريين عبرة.. أخرجوهم من السباق رغم أنهم متصدرون المجموعة.. تنفس الأخضر أخيرا..
الأفراح تنطلق في ايليت جراند مقر البعثة.. وفي غمرتها يترقبون الخصم الذي سيكون حائلا بينهم وبين حلمهم المونديالي..
العراق هي العقبة.. عادت الشهية للاعبين.. في المطعم مجددا.. التركيز يعود.. لا يتحدثون إلا عن كيف يصلون إلى كأس العالم.. بوابة العراق صعب اختراقها لكنه ليس مستحيلا..
صوت من بعيد يناديهم.. اركضوا خلف حلكم لا تتنازلوا عنه.. يركضون ويركضون.. لا يتوقفون إلا بعد صافرة النهاية.. الأخضر إلى مونديال كوريا الجنوبية.. الأفراح تعود من جديد إلى المعسكر..
لاعبون هواة أعمارهم لم تتخط 19 عاما.. طبقوا معنى الاحتراف الحقيقي على رغم من أنهم لو يوقعوا عقودا احترافية.. انضباطية في المعسكر والتدريبات والمباريات.. يتحركون ككتلة واحدة.. سجل المخالفات خال..
طموحهم وطموح مدربهم لا يتوقف عند بلوغ المونديال يريدون اللقب القاري.. تحد جديد أمام الإيرانيين سيكون أمامهم.. عاد الصمت والتركيز.. يريدون الكأس.. طبعا فوق البيعة..