|


د. عثمان عبده هاشم
مفاهيم جديدة في عالم الكرة
2010-07-07
صحيح أن الكثيرين من عشاق كرة القدم ومحبيها تمنوا بقاء البرازيل والأرجنتين وفرنسا وإيطاليا حتى هذه المرحلة من كأس العالم.. ليستمتعوا بمزيد من الأداء الراقي والفن الكروي الذي تقدمه هذه المنتخبات وخاصة المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني اللذين يلعب لهما أبرز لاعبي العالم وتحديداً ميسي وكاكا.. ولكن أثبت الأوروبيون أنهم يلعبون كرة حديثة وينفذون مفاهيم جديدة في عالم المستديرة برغم صخب المونديال وغرائبه. ولا أدل على ذلك من قول القيصر الألماني بكنباور إن المنتخب الألماني لا يملك لاعبين مثل بيليه ولكنه يملك الروح القتالية والثقافة التكتيكية والقدرة على التركيز التي أوصلت المنتخب لهذا المستوى من القوة والإبداع معاً.
- لم يكن خروج المنتخبات الأكثر ترشيحاً لنيل البطولة يمر دون ضجيج أو صخب. فمحبو قهوة الفوكيت بالشارع الباريسي الشانزليزيه تناولوا قهوتهم المرة بمرارة أكثر هذه المرة بعد الخروج المبكر لمنتخبهم الذي قدم أضعف أداء له منذ نيلهم بطولة العالم في العام 1998، ومثلهم من عاشقي البيتزا والمكرونة الذين لم يعجبهم تصرف أنيلكا ومدربه واللاعبين جميعهم دون استثناء. أما الجمهور الأرجنتيني فقد استقبل مارادونا ورجاله استقبال الأبطال بالرغم من خروجهم المهين على يد الألمان.. وهذا يعكس بلا شك مدى إدراك وتفهم محبي التانجو وهو ما نتمناه من جمهورنا ومن خلفهم من الوسائل المختلفة ليتبينوا أن عالم الكرة يحمل في طياته الكثير من الغرائب والمتنافضات وهي سر هذه اللعبة.
- ولعل أكثر الأمور غرابة هو دخول المجتمع الألماني في صراع مرير بين رابطة دافعي الضرائب ووزارة الداخلية.. حيث اعترضت الرابطة على زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جنوب أفريقيا لمساندة منتخب بلادها بينما أيدها وزير الداخلية وحزب المستشارة في الوقت الذي أعلن عن برنامج التقشف الجديد الذي أعدته الحكومة مؤخراً. وهذه كلها صراعات سياسية تدور بين الشعوب الديموقراطية وحكوماتاها وقد تعودوا عليها. وكل ذلك بسبب هذه المستديرة التي أصبحت تعيد صياغة تصنيف الدول.. لا بحسب قدراتها وإمكانياتها ولكن بسمعتها الرياضية بشكل عام والكروية بشكل خاص.