|


أحمد السليس
البرج الرياضي يا وجه السعد
2010-02-27
معلوم للجميع أن الدولة ـ أعزها الله ـ دأبت على منح عدد من الجهات الحكومية أراضي تكون تحت تصرفها الكامل لإقامة مشروعات هامة تعود بالنفع والخير على أبناء الحرمين الشريفين في ظل الحرص الدائم والرعاية الشاملة من الملك المفدى وولي عهده الأمين والنائب الثاني (حفظهم الله)، ولا يتوقف الأمر على المنح السابقة بل إن هناك أراضي تعطى للجهة المعنية بشكل فوري في حال كان هناك مشروع حيوي هام، ولعل من بين تلك الجهات وربما أبرزها الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أقامت وللأمانة عددا من المشروعات المهمة في مناطق عدة وذلك بإنشاء مقرات للأندية أو ساحات شعبية ومدن رياضية وبيوت شباب وغيرها من المنشآت الضرورية، ولكن لم تصل لمرحلة الاكتفاء وهذا حال طبيعي في ظل التوسع والامتداد الذي تعيشه بلادنا الحبيبة سواء على مستوى التعداد السكاني أو الانتشار العمراني، وأنا أعلاه أوردت تلك المقدمة السريعة وصولاً لموضوع هام ومازال محل استغراب وتعجب كثير من المنتمين للوسط الرياضي وحتى خارجه، فرغم أن الرئاسة لديها مساحات شاسعة في الأرض المملوكة لها والمقام عليها مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي الذي يحتضن مقرات الاتحادات الرياضية السعودية وبعض مقرات الاتحادات العربية التي حرصت السعودية على استضافتها إلى جانب مقر الأمانة العامة للجنة الأولمبية، إلا أنه مازالت هناك اتحادات تعوم في فوضى عدم وجود مقرات لها لممارسة عملها بعد أن أسست مؤخراً وهي كثر، بل إن بعضها يقع في أماكن مخجلة لا تتناسب وحجم الرياضات التي تعنى بها والتي تعد في بلدان متقدمة من أوائل الرياضات وأكثرها شعبية وعلى سبيل المثال لا الحصر اتحاد السيارات والدراجات النارية، فمقره في زاوية محاذية لبوابة ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض وبالكاد يرى، بل قيل إن بعض الاتحادات التي أسست حديثاً لا يوجد لها مقار وتدار أمورها بطريقة بدائية تتمثل في الاجتماعات بالهاتف أو من خلال أماكن خاصة لبعض الأعضاء، وتلك أمور لا تليق برياضة تربعت كثيراً على عرش الكرة الآسيوية ووصلت العالمية مراراً، ومازالت تسجل حضوراً دولياً قوياً، وتعتبر العصب الرئيس للرياضة الإسلامية والآسيوية والعربية والخليجية انطلاقاً من الأهمية الكبرى لهذه البلاد على كافة المستويات وثقلها الكبير في العالم والمنطقة، وبالتالي وتمشياً مع التوجه الكبير للتطوير الذي يأتي بتوجيه من وجه السعد الأمير سلطان بن فهد ويقوده أمير الشباب الأمير نواف بن فيصل يؤمل منهم التوجيه بإقامة برج رياضي في المساحات الشاسعة التي تتملكها الرئاسة وتحديداً في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي يضم كل الاتحادات الرياضية واللجان التابعة لها إلى جانب قاعات للمؤتمرات والدورات والمحاضرات بدل التنقل بين الفنادق، وليصبح معلماً مهماً في العاصمة، ويريح الاتحادات من معاناة المقرات ووجودها في مواقع لا تليق بها إلى جانب تزويد هذا البرج بكل وسائل التقنية المتقدمة، ولعل عمل مثل هذا يجد دائما اهتمام وحرص أمير منطقة الرياض ورئيس هيئة تطوير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي يحرص بل ويهتم ويوجه فوراً أمانة الرياض بتزويد الجهات الحكومية الأراضي المطلوبة لتقيم مقرات جديدة تحاكي التطور الكبير الذي تشهده المنطقة، ولعل العتب هنا على أمانة اللجنة الأولمبية التي كان لزاماً عليها التصدي لهذا الأمر من قبل عندما بدأ العمل على تأسيس اتحادات رياضية جديدة على أن تتم الاستفادة من المقر الحالي للخدمات المساندة وبعض اللجان، فأجزم أن الأميرين سلطان ونواف لن يمانعا بدعم أمر كهذا خصوصاً أنه يمثل إضافة مهمة لرياضتنا السعودية ويعطي شكلاً مناسباً لما تظهر عليه العاصمة الحبيبة الرياض.