هاجم أحمد عيد.. ارجمه بكل ما تطاله يدك من كلمات.. فقد بكى في التتويج.. تحيز.. مؤامرة.. شيء لا يمكن أن نغفره.. لماذا بكى.. من أمره؟
لو كنت مكان عيد لبكيت.. لو كان الهلال من تُوج باللقب وأنا أسلمه الكأس لبكيت.. فالنادي ليس مجرد شعار ولون نلبسه.. النادي يبقى جزءا من اللاعب الذي مثله.. يبقى جزءا من شخصيتك.. من حياتك.. يسكن روحك.. يضيف لدمك كريات جديدة.. لا تستطيع أبدا أن تخفيه.. عندما تدخل النادي وأنت طفل ويوصلك للمنتخب.. عندما يقف معك ويساعدك.. عندما يشكل شخصيتك ويغير ملامحك.. فلا تستطيع إلا أن تبكي.. لا يمكن أن تحبس دموعك حتى لو حاولت وقاومت.. فالدموع ليست طوع أمر عيد ليحبسها.
فاز الأهلي.. حقق الدوري بعد غياب عقود.. فاز على كل المنافسين.. فاز على الهلال ثلاث مرات وعلى الاتحاد مثلها.. لم ينتظر من أحد مساعدة.. أما هواة نظرية المؤامرة والإطباق الطائرة فسيجدون شيئا يتحدثون عنه.. يشكون حتى في أنفسهم.. بدموع أو دون دموع سيجدون مدخلا للمؤامرة.. شفاهم الله من مرض المؤامرة.. من اخطر الأمراض لأنه يبرر للفاشل فشله.
الأهلي حقق الدوري لأنه أكثر وعيا من البقية.. حققه لأنه عرف مشاكله قبل فوات الأوان.. كان الأهلي قريبا من إضاعة حلمه.. ولكنه كان صادقا مع نفسه.. قيم حاله بدقة دون كذب أو مجاملة.. أحضر كيال وغير المعادلة.. الأهلي تطور في الجولات الأخيرة بشكل إعجازي.. فاز آخر ثماني مباريات.. فقلب الطاولة وحقق المعجزة.. بينما بقيت الفرق الأخرى على حالها.. على العكس تراجعت.. اختارت الصبر على المشاكل.. غطت مشاكلها بالسكوت تارة والغضب من النقد تارات.. بل انها عاندت وزادت وبالغت وادعت أن مشاكلها هي نقاط قوتها.
بكاء عيد لم يمنح الأهلي الكأس.. الأهلي من منح الأهلي بطولته.. الأهلي وحده يستحق التتويج.. سيرحل عيد ومعه دموعه والشال وسيبقى الأهلي بطلا.. سيبقى الأهلي بطلا لسنوات طويلة.. فقطار الأهلي أقوى وأسرع من أن نوقفه.
شكرا للأمير خالد بن عبدالله.. شكرا لكيال.. شكرا لجمهور الأهلي واللاعبين والإدارة فقد أعطونا نموذجا جديدا للحب والنجاح.. فالأهلي يأتي أولا.. لذلك جاء الأهلي أولا.. فحدد بعناية أولوياتك.
يجب أن نرسخ احترام الفائز ونعطيه حقه.. حتى لا نجد أنفسنا يوما مجرد مجموعة من الفاشلين.. نتفنن في شيء واحد فقط تشويه نجاحات الآخرين.
