|


د.تركي العواد
أعضاء شرف الهلال.. هل هم بشر؟
2017-01-19

لا أظنهم بشراً.. فما يفعلونه لا يفعله أبناء آدم.. خالفوا قوانين الطبيعة وعادات البدو والحضر.. لا يختلفون.. لا يتحاربون.. ولا يحقدون ولا يكلون ولا يملون.. يذهب الآباء ويأتي الأبناء.. يذهب الأخ الأكبر ويأتي الأصغر.. تتغير الوجوه وتبقى ثقافة المكان.. شيء متوارث لا يعرف النسيان.. الهلال فوق الجميع.. لا تهمهم الخصخصة ولا التخصيص سيبقون ما دام الهلال. 

 

في الهلال تختلف الأمور عن بقية الأندية الكبيرة وحتى غير الكبيرة.. فالهلال مع الوقت طور نموذجاً متفرداً.. فأعضاء الشرف يعملون بطريقة أعضاء مجلس الإدارة في الشركات الكبرى.. مجلس الشرف يختار الرئيس.. وبعد اختيار الرئيس بالأغلبية ينطلق الرئيس بحرية ليتخذ القرارات التي يراها مناسبة.. وخلال العام يلتقي الرئيس بأعضاء الشرف في اجتماع أو اجتماعين يعرض عليهم بكل شفافية التحديات والمشاكل التي تواجهه ويعمل معهم على الحلول، لذلك لا يؤجل المشاكل ولا يخفيها لتُكتشف بعد أن يرحل.

 

الجميل في النموذج الأزرق أن سلطة أعضاء الشرف لا تُضعف الرئيس، بل على العكس تقويه وتدعمه.. فالأعضاء يريدون للرئيس أن ينجح ويحاولون قدر المستطاع دعمه مالياً.. وأيضاً يقدمون له الاستشارات والنصائح ومن حق الرئيس أن يقبلها أو يرفضها.. فالرئيس يبقى صاحب الكلمة الأولى في النادي مهما بلغ دعم أعضاء الشرف. 

 

أتمنى أن يبقى مجلس أعضاء الشرف على حاله حتى لو تحولت ملكية النادي إلى القطاع الخاص.. فأحد أسباب استمرار الهلال في تحقيق البطولات هو التناغم العجيب بين الرئيس وأعضاء الشرف.. في الهلال لا يتفرد شخص بالقرار ولا يحاول الرئيس إغراق النادي بالديون ليضمن فشل من يأتي بعده.. ولا يحارب أعضاء الشرف الرئيس ويحاولون إسقاطه.. فجزء من العادات السائدة وغير البائدة في الأندية السعودية أن من يستلم الرئاسة يملك النادي ولا يريد أن يرى وجه شخص آخر في الصورة.. لذلك تبدأ حرب بين الرئيس وأعضاء الشرف لا تنتهي.. فيتحول مجلس أعضاء الشرف إلى غرفة عمليات لمحاربة الرئيس.

 

لو كنت أدرس في تخصص الإدارة الرياضية لكرست رسالة الماجستير أو الدكتوراه لدراسة النموذج الهلالي في الإدارة ودور أعضاء الشرف المؤثر في حل مشاكل النادي. 

 

ما يحدث في الهلال عكس الثقافة الراسخة في الفكر الإداري في الأندية المبني على الحقد ومحاربة الناجح.. أريد فقط أن أعرف:

 

هل هم بشر مثلنا يحبون ويكرهون؟

 

ألا يضايقهم نجاح الرئيس؟ 

 

أم أن اللون الأزرق يعميهم فلا يرون غير الهلال؟