|


عيد الثقيل
‏أوقفوا العبث الإعلامي والجماهيري
2017-05-17

في 30ـ10ـ2016، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن إحباط محاولة لتفجير سيارة مفخخه أمام ملعب الجوهرة المشعة في جدة من قبل 4 عناصر تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.

 

ولا غرابة في ذلك، فداعش الذي استهدف المساجد ودور العبادة وقتل الركع السجود حتى وصل به الحال لمحاولة فاشلة للتفجير في المسجد النبوي في المدينة المنورة، لن يتوانى عن استهداف أي تجمعات مدنية في أي بقعة كانت.

 

أسوق تلك المحاولة، وأنا أشاهد السجالات الإعلامية والجماهيرية قبل مباراة الأهلي والهلال على نهائي كأس الملك غدا في ذات الملعب، وماحوته تلك السجالات من تحريض للجماهير لاحتلال مقاعد بعضها البعض وماقد يسببه ذلك من فوضى في الختام الملكي.

 

أجهزة الأمن تعرضت خلال الأيام الماضية، وتحديدا بعد لقاء النصر والهلال في ختام الدوري، إلى الكثير من التجاوزات من قبل جماهير وإعلاميين يحملون لواء الكلمة، حتى أن إدارة النصر انساقت خلف ذلك ببيان يتهم رجال الأمن، قبل أن يأتي الرد الملجم من شرطة منطقة الرياض، التي أوضحت للجماهير ماحدث يوم التتويج وحرصها على سلامة الجماهير الرياضية داخل الملعب وخارجه، بغض النظر عن أي الألوان التي ينتمون لها.

 

ولذلك كنت أتمنى من شرطة منطقة جدة والأجهزة الأمنية التدخل خلال اليومين الماضيين لإيقاف كل محاولات التحريض على الفوضى وشحن الجماهير الرياضية المنتمية للأهلي والهلال، وإيقاف العبث الذي يمارسه بعض الإعلاميين دون مراعاة للمسؤولية ولتبعات مايقومون به من تحريض.

 

رجال الأمن غدا تتجاوز اهتماماتهم تلك الحدود الضيقة، التي يرى الكثير من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي من إعلاميين وجماهير، فهم مسؤولون عن حماية وتأمين سلامة أكثر من 60 ألف مشجع، إضافة إلى ضيوف المهرجان الرياضي الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين. ولا يقتصر دورها في الغد على ذلك، فهي مسؤولة عن تسهيل وراحة كل المتواجدين داخل هذا الملعب وكل طرقاته، حتى يستمتع الجميع بهذا العرس الرياضي، وفي المقابل يأتي بعض الفاقدين للأخلاق والمسؤولية كبارا كانوا أم صغارا، لتحريض وشحن هذه الجماهير الرياضية وإفساد الختام الملكي. 

 

لابد من تحرك واسع وقوي من وزارة الداخلية لإيقاف العبث الإعلامي والجماهيري، ومايصاحبه من تعصب مقيت تجاوز الخطوط الحمراء، التي لا يستطيع مثل أولئك رؤيتها مهما كانت الحجج والتبريرات. ومهما حاول البعض للأسف مناصرة أولئك العابثين بحكم الزمالة وأخلاقيات المهنة التي يلبسونها متى ما أرادوا ويخلعونها متى شاؤوا. 

 

فحماية وسلامة المشجعين أيا كانوا، ومحاولات بث الفوضى لا يمكن السكوت عنها أو الوقوف بحياد تجاهها. وأخيرا لا نقول سوى اللهم احفظ بلادنا من شرور أعدائها وجهل بعض أبنائها.