|


بدر السعيد
قالت لي أزمة قطر..!
2017-06-11

ازدحمت الساعات والأيام الماضية، بكل ما يخص الأزمة السياسية التي تسببت فيها الحكومة القطرية أخيرًا؛ ما أدى إلى تصاعد الموقف، وانتهاء بالقرارات التاريخية القاضية بقطع العلاقات مع دولة قطر.. مع حفظ الود والاحترام الكامل للنبلاء من شعبها..

 

وبطبيعة الحال.. وباعتبار أن الإنسان جزء من محيطه، فإن الإعلام الرياضي السعودي بمختلف مكوناته كان له دوره وصوته في هذا الجانب.. كجزء لا يتجزأ من دور الإعلام.. وهو دور لا ينتظر منه هذا الإعلام أي شكر، إذ إنه مطلب دوافعه ذاتية.. منبعها الوفاء لهذا الوطن.. وفاء رضعناه مع حليب أمهاتنا..

إلا أن المتابع للطرح الإعلامي الرياضي يفاجأ بظهور تلك الأصوات التي تلحن على موال "المزايدة على الوطنية"، وكأنها تقول لنا توقفوا عن الدعم والوقوف مع القيادة..!..

 

وأصوات أخرى تردد مقولة: "خلك في الرياضة".. أو "إيش دخلكم بالسياسة"..؟! وغيرها من تلك الجمل والعبارات المماثلة، التي لن توقف أو تعيق أي إعلامي رياضي نزيه عن تقديم رأيه المخلص تجاه بلده، عطفًا على الأحداث التي تتسارع وتيرتها لترسم مستقبلًا جديدًا للمنطقة.. نحن بحاجة إلى صناعته أكثر من أي وقت مضى..!..

 

وعلى الجانب الآخر، كان هناك الكثيرون ـ وأنا منهم ـ ممن فرحوا باجتماع كلمة وتوجهات الإعلام الرياضي بهذا الشكل الذي يدعو للفخر.. كيف لا ونحن نشاهدهم وقد تناسوا ألوان وشعارات أنديتهم وتركوا خلافات الملاعب وصداماتها الإعلامية وراء ظهورهم.. فأصبحت تغريدات الهلالي مثار إعجاب وفخر النصراوي، ومقالات الأهلاوي تحظى بدعم واهتمام وتأييد الاتحادي، ونحوها من الأمثلة التي أثبتت مجددًا أننا نقف خلف راية واحدة في نهاية المطاف..

 

بل لا أبالغ حين أقول إن هذه الأحداث سمحت للكثير من شبابنا الرياضي بالتعرف على الحسابات الوطنية، التي كانت لسنوات طوال تنافح عن الوطن وتعري المشبوهين وتكافح تمرير المؤامرات عبر تويتر.. ولم يكن لشبابنا معرفة أولئك الأبطال لولا أن الكثير من المخلصين في الإعلام الرياضي، قاموا بنشر تغريدات أبطال تويتر الوطنيين..

 

أما من يقلل من أهمية وقفة الإعلاميين الرياضيين؛ فأذكره بأن شريحة الشباب تمثل أكبر الشرائح العمرية في مكونات مجتمعنا.. وهذا ما يضاعف من مسؤولية الإعلاميين الرياضيين.. دون أن أقلل من حجم وأهمية الإعلام السياسي والاجتماعي، الذي كان ولا يزال من أهم المرتكزات التي يقوم عليها تشكيل الرأي العام في المجتمع..

 

وأما اتباع ذلك الموال الذي يتساءل أصحابه عن كيفية مواقفنا حين تصلح الأحوال مع قطر.. فلهم أقول هي أمنية غالية على قلوبنا، أن تعود قطر إلى جادة الصواب حينها لن ترى منا إلا مقابلة الاحترام بأفضل منه.. لكنها أمنية مرتبطة بإرادة الله قبل كل شيء ثم صحوة ضمير قادة قطر..!..

 

أما الأحبة من القطريين النبلاء الشرفاء؛ فكانت ولا تزال وستظل علاقتنا بهم علاقة أخوة ومودة وقرابة وجيرة.. وهذا ما صرح به قادتنا ـ يحفظهم الله ـ وما تكنه صدورنا لهم..

 

وأختم بتحية حب محملة بما لذ وطاب من المديح والمزيد من الفخر لكل إعلامي رياضي، كانت له وقفته الصادقة مع وطنه..

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..