|


فهد عافت
قوافي النثر
2017-06-24

ـ لا فائدة من سكوتٍ لا ترى فيه الآخرين، ولا من كلامٍ لا يَرونك فيه، ولا من صمتٍ لا ترى فيه ذاتك.

 

ـ الرَّوِيّ عماد قافية الشعر، وعماد قافية النثر علامة التّعجّب.

 

ـ قطر سرَّبت المَطالِب، ليتها سرَّبت المطلوبين.

 

ـ ما في قلبك: شأنٌ داخليّ، غير أن الخنجر في يدك ليس شأناً داخلياً أبداً، خاصّةً أنك تطلب منّا الاحتضان، تقول افعلوا مثلي، ونقول لك: نحن لا نطعن من الخلف، وتسمّي المقاطعة حصاراً، في هذه ربما كان معك بعض الحق، فالكِبارُ حين يُقاطِعون، يُحاصَر الصغير من تلقاء نفسه.

 

ـ يعرف الإنسان أنهما حقيقة لكنه لا يعرف حقيقتهما أبداً: الزمن والموت.

 

يجهل الموت لأن أحداً لم يعد منه، ويجهل الزمن لأن أحداً لم يخرج منه.

 

ـ منذ زمن طويل، توقفت عن محاورة المُشكِّكين في وجود الله تعالى، دخلتُ مع كثير منهم في مناقشات وخذ وهات، ولم أجد بينهم واحداً يريد من الحوار ومن الخُذ ومن الهاتِ فائدة، كلّهم يريدون تجريب فتوَّة الكلمات، واختبار مهاراتهم في اللغة، كشفُ الصّواب آخر همّهم.

 

ـ خُصّ خمسةً بمعايدةٍ لائقة، أطيب لك من أن تَعمّ خمسين ألفاً برسالة تهنئة جماعيّة باهتة!.

 

ـ أتسامر مع صديقي هاني الشحيتان، وهو أحد أكثر الناس جلباً للمسرّات، وقنصاً للقفشات الضاحكة، والأفكار المرحة العجيبة، قال لي: سأكتب في مديح الرِّعدة والخوف، وبدلاً من الفخر بالشجاعة سأمتدح الجبانة!، وعِوَضاً عن مديح الكرم سأفتتح فصلاً جديداً في مديح البخل والتقتير، ولسوف أقلب الأخلاق رأساً على عقب، المجدُ للعَقِب.

قلت: لو كنتَ أصلاً من أهل العقل لقلتُ لك إنك جُنِنْتَ!، قال: هذه الأخلاق لم تصنع بشرية جيدة.. لنخترع غيرها.

 

ـ هذه المرّة، لا أظن أن أحداً يمكنه ترديد قول المتنبّي: عيدٌ بأيّة حالٍ عدتَ يا عيدُ؟!، فكل ما فيه تجديد في تجديد، تجديد نستعيذ بالله من شروره، ونسأل الله العون فيه، وتجديد نحمد الله عليه ونشكر فضله تعالى أن هدانا له وأهدانا إيّاه.