|


بدر السعيد
جماهير الـ 4G..
2017-07-16

 

أخذ كفايته من النوم.. واتجه إلى جهازه "الذكي" بعد أن قام بشحنه ليبدأ جهوده اليومية في دعم الفريق والوقوف معه.. بعد أن تشبع حبًّا وهيامًا في فريقه.. وأيقن داخليًّا أن عليه نصرته ودعمه.. حتى وصل به الحال أن أصبح وصيًّا على كل قرار أو تحرك داخل ناديه..!.

 

وهذه الحالة من العشق تتلازم مع الرغبة في معرفة "كل" ما يخص فريقه.. ولا يهم حينها "صدق" مصدر المعلومة أو "توجهاته".. فالأهم لدى ذلك العاشق أن يعرف المزيد فحسب..!..

 

وبعد جولة حافلة بين جروبات الواتساب وحسابات تويتر وسنابات المتمصدرين والمنظرين.. يكون هذا العاشق جاهزًا لخوض معركته اليومية تجاه كل من يخالف أفكاره ومعتقداته.. فيستلقي صاحبنا مجددًا على ظهره وقد سل هاتفه من غمده ليتوجه بالنقد اللاذع والوصف الجارح تجاه تلك الإدارة وذلك اللاعب.. وهذا الإعلامي وتلك اللجنة..!..

 

وفي ظل هذا الاهتمام المبالغ فيه.. وتلك المجهودات والصراعات الحوارية من قبل "بعض" الجماهير.. يكون المشجع قد قام بتفريغ شحنات العشق ونزوات المؤازرة عبر بضعة أحرف ومقاطع.. أخذت من وقته وجهده حتى بات عاجزًا عن القيام بدوره الأساسي.. والوجود في مكانه الصحيح في المدرج، حيث يترجم العشق إلى دعم.. وتترجم المؤازرة إلى أفعال.. لكنه ترك المدرج وتفرغ للواتساب وتويتر وسناب شات ونحوها..!..

 

وفيما يصرف الداعمون أموالهم.. ويبذل العاملون جهدهم.. وتخسر الإدارة وقتها.. فإن صاحبنا يقوم بنسف كل ذلك وقد مد ساقيه أمام مكيف "السبيليت" بعد وجبة دسمة..!..

 

وللعلم.. فأؤلئك الأشخاص هم أكثر من يحرص على إرسال تصاميم جداول مواعيد مباريات فريقهم المفضل.. لكنهم غير مستعدين أن يكونوا جزءًا من الحضور الجماهيري الذي يعد الدور الأساسي والملموس للمشجع الداعم العاشق.. ولا يعلم ذلك العاشق "الوهمي" أن غيابه عن دعم فريقه في المدرج هو تخلٍّ متعمد ومباشر عن دوره في تحقيق الكثير من المنافع التي أعجز عن حصرها..

 

لا يعلم ذلك المشجع "الوهمي" أن غيابه عن المدرج يعني حرمان فريقه من الدعم والتحفيز..

لا يدرك ذلك "الواهم" أن حضوره للمدرج سيرفع من أرباح ناديه ودخله المباشر..

يجهل ذلك "التويتري" أن جماهيرية الملاعب ستزيد من فرص الرعاية ورفع سقف القيمة السوقية للشعار..

نسي ذلك "المتمصدر" و"الواتسابي" أن امتلاء المدرجات ما هو إلا تأصيل لصورة ذهنية إيجابية عن فريقه داخليًّا وخارجيًّا..

 

 

وصفوها بالأجهزة الذكية.. لكن ذلك الذكاء منسوب للجهاز وليس لصاحبه.. فتلك الأجهزة الذكية لا تتحمل ما يكتب فيها من الأفكار الغبية..

كل ما سبق لا يلغي أحقية الجميع بلا استثاء في تقديم آرائهم تجاه الأوضاع الرياضية داخل أنديتهم.. لكن ذلك الأمر ينبغي أن يتم وفقًا لضوابط المعرفة والاحترام.. وهو أقل ما يحتاج إليه العقلاء ليستمعوا لطرحك.. ويحترموه!..

 

هل هو مطلب صعب؟!.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..