|


د. سعود المصيبيح
رائد الرواد
2011-08-18
منعتني صعوبة الحجوزات من الحضور للرياض من جده للصلاة على فقيد الوطن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) وتقديم العزاء للجميع فيه، ولكن ما نقله صديق لي حريص على القيام بواجب العزاء ويقترب في عمره من الخمسين بأن الصلاة على ابن سعيد كان حدثا كبيرا، إذ غص الجامع بالمصلين في مشهد قد لاتراه في الرياض كثيرا وهذا من محبة الناس لهذا الرجل وعطائه وماقدمه من جهد لأبناء بلده عبر مجال الرياضة والشباب.والفقيد (رحمه الله) من الشخصيات التي جمعت حسن الخلق والمثابرة في تحقيق أهدافه وحرصه على نشر الرياضة لملء فراغ الشباب بما يفيدهم ويجنبهم الانزلاق في متاهات عير محمودة، وهذا جعل الفقيد يتحمل الكثير من أجل شرح وجهة نظره في بيئة محافظة ترى الرياضة شيئاً من اللهو وإضاعة الوقت.ولكل منا مواقف مع الفقيد، حيث بدأت معرفتي بشيخ الرياضيين منذ أن وعيت على الدنيا مشجعا لنادي الهلال ومتابعاً للرياضة، حيث ارتبط الهلال بمؤسسه عبدالرحمن بن سعيد فكان لابد أن يكون معروفا حق المعرفة لجماهير الهلال ومحبيه، وبعد ذلك وخلال السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وسنين الدراسة الجامعية مارست الصحافة الرياضية فكان لابد من التواصل مع الشيخ والرجوع له إضافة إلى علاقة عائلية تربط عائلتينا وصداقة تربط أخي الأكبر محمد (رحمه الله) بالفقيد كون محمد كان من الذين أسهموا في بدايات نادي الهلال ومن الشخصيات التي ساعدت في نشر كرة القدم في مدينة الرياض، وكنت أزور الفقيد (رحمه الله) في منزله وأستفيد من خبرته الرياضية وريادته الكبيرة. ورافقت الفقيد مع بعثة الهلال التي رأسها الأمير سعود بن ثنيان للإمارات والكويت أيام ريفيلينو واقتربت من الشيخ وتواضعه وحسن تعامله.وحصلت في تلك الفترة على خبطة صحفية عندما وجهت أكثر من مئة سؤال في كل شؤون الرياضة والشباب لكل من المرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود والفقيد على أساس أن المقابلة خاصة لكل واحد منهما، وجلست مع مخرج الجريدة لأضعهما وجها لوجه وكأنهما في مكان واحد تجمعهما صفحتنا الرياضية آنذاك، وكانت الأسئلة عن أشياء لم تدخل بعد مثل الاحتراف والتحكيم الأجنبي وصندوق اللاعب واللاعبين الأجانب وغيرها من القضايا المختلفة، وليخرج القارئ بتقارب في أجاباتهما (رحمهما الله) مما يدل على الخبرة وحب الرياضة بصدق وإخلاص، فكان حوارا رياضيا مختلفا نشر على حلقتين وموجود في أرشيف الجريدة التي كنت أعمل فيها في تلك الفترة الزمنية القديمة.
رحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رائد الرواد ومؤسس الهلال والشباب والحائز على التكريم المستحق من الاتحاد الآسيوي، والذي ينتظر جماهير الرياضة تكريمه في مسمى بطولة خليجية وشارع وملعب، ومنحه الوسام الذي يستحقه محليا، وهو ليس مستغرباً من وطن الوفاء والعطاء المملكة العربية السعودية، وهنا أقدم العزاء لإخوة الفقيد الشيخ عبدالمحسن والأساتذة سعيد وحسن والدكاترة عبدالإله وخالد وعصام وأبنائه وبناته، وإلى أسرة آل سعيد الكريمة وأقارب ومحبي الفقيد، كما نرفع العزاء لأمير الشباب الأمير نواف بن فيصل وجماهير الهلال والرياضة بشكل عام.. (إنا لله وأنا إليه راجعون).