|


خالد قاضي
سلطان حلها بالتأجيل
2010-11-13
ما أن تظهر مشكلة مفاجئة على السطح الرياضي السعودي ويكثر حولها الجدل ويحتدم عليها النقاش إلا وتظهر معها حنكة وخبرة الأمير سلطان بن فهد رجل الرياضة والشباب والكرة الأول، هذا ما حدث يوم أمس الأول عندما سارع الأمير سلطان بإصدار قرار عاجل بتأجيل مباريات الدوري السعودي في الجولات الثلاث التي تتزامن مع مشاركة المنتخب السعودي الأول في دورة الخليج في اليمن الشقيق، في مبادرة تؤكد حرص الرجل على مصلحة المسابقات المحلية ومنها الدوري وعدم حرمان الأندية من نجومها أو كما يقال معاقبة الأندية التي تخدم المنتخب.
ولاشك أن قرار التأجيل فيه من الاحترافية والتعامل بالمنطق مع نظام دوري المحترفين، خاصة أن معظم الأندية تقدمت بالشكوى لاتحاد الكرة بأنها ستفقد فرصة المنافسة في حالة غياب نجومها في واجب وطني، وفي المقابل فإن هناك فرقاً أخرى لم تقدم أي نجوم دوليين ستكون هي المستفيد الأول فيما لو استمرت مباريات الدوري، خاصة أن المدرب بسيرو قد كشف عن قائمة المنتخب الذي سيشارك في خليجي 20.
ولو رجعنا إلى الوراء في معسكر المنتخب السعودي في جدة قبل سفره إلى تركيا قبل أسابيع، فإن تصريح المدرب بسيرو بأن الدوري لن يتوقف خلال المشاركة في دورة الخليج هو الذي أثار حفيظة الأندية، ولاشك أن الحق معها فمن الصعب أن يعاقب الفريق الذي يخدم المنتخب.. وهذا ما أدركه الأمير سلطان فكان القرار المناسب حرصاً على حقوق الأندية ومنحها الفرصة في المنافسة بالتساوي على اللقب الأقوى فنياً في المسابقات المحلية السعودية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الأمير سلطان بن فهد إلى دعم الأندية وحفظ حقوقها نجد أن بعض أعضاء الشرف في أندية كبيرة هم على مقاعد المتفرجين ولا يظهرون إلا عند الفوز أو البطولات.. وماذا تنتظر الأندية من بعض أعضاء الشرف الذين ينتظرون تذاكر مجانية لدخول المباريات.
ها هو الأمير سلطان يتحمل هموم الأندية، وبعض رؤساء الأندية يطلقون تصريحات نارية تؤجج فتيل التعصب الرياضي في المدرجات وبين الأندية، ولعل آخرها تصريح رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بأن العلاقة الودية الصفراء بين ناديه والاتحاد قد انتهت دون رجعة.. ورئيس ناد آخر يحمل مسؤولية إخفاق فريقه في مباراة لرئيس لجنة الحكام عمر المهنا بأنه يجامل أندية الشرقية، وهذا كلام خطير لايقل عن خطورة تصريح جوزيه وأقصد به رئيس نجران.. ولاعب مثل مهاجم الاتحاد نايف هزازي يطلق تصريحاً لايعي ماذا يحمل بين سطوره عندما يقول بأن الاتحاد نادي الشعب، وربط ذلك بالظلم الذي وقع على فريقه بعد إحدى المباريات.. ولو أنه قال الاتحاد نادي الشعب بعد الفوز بمباراة أو بطولة لكانت مقبولة.
ورئيس ناد آخر يحرض جماهيره من داخل الملعب بتصريحات متعصبة على الشغب ورمي حكام الكرة بكل ما تحمله أيديهم.
وأمام هذه التشنجات التي اقتحمت الكرة السعودية، وبسبب تصرفات وتشنجات رؤساء الأندية لايزال هناك من يحمل الإعلام مسؤولية التعصب الكروي.. لدرجة أننا أصبحنا نشاهد مباريات كرة قدم وكأننا نشاهد معركة حربية.. فهذا تكسرت أسنانه، وآخر كسرت عظام ساقه، ودماء تنزف من وجوه اللاعبين.. ولعل ما شاهدناه من ألعاب خشنة وغير إنسانية في مباراة النصر والاتحاد ومن أبطالها كريري وحسين عبدالغني ونايف هزازي يكفي بأن يكون الوجبة الدسمة على مائدة لجنة الانضباط، وإن كان هزازي قد نال عقوبته داخل الملعب من الحكم اليوناني.. الذي أرى بأنه كان أكثر من ممتاز ولم يترك شاردة ولاواردة.. حتى الهدف المغشوش من يد محمد عيد رصده في نفس اللحظة رغم صعوبة اللقطة حتى على من كان يتابع المباراة من خلف الشاشة.. من هنا لابد من تفعيل ميثاق الشرف لرؤساء الأندية وأن لا يكون مجرد حبر على ورق.. وفتش عن رؤساء الأندية فهم وقود الإعلام المتعصب.. يا جماعة إنها كرة قدم لاراحت ولا جات.. ومن الصعب أن نحولها إلى مسألة شرف وكرامة.
ـ رحم الله الدكتور محمد عبده يماني رحمة واسعة.. فقد كان عالماً مع العلماء.. وشيخاً مع الشيوخ.. وشاباً مع الشباب.. ورياضياً مع الرياضيين.. كان قلبه الطيب مفتوحاً للجميع.. أحبه الناس لتواضعه وحرصه على مساعدتهم والوقوف مع المحتاجين.. رحم الله الرجل الذي ترك لنفسه ذكرى طيبة في قلوب أولياء الأمر وفي قلوب محبيه.. حقاً إن الناس هم شهداء الله في الأرض.