|


خالد قاضي
سلطان.. قالها.. وطالها
2010-12-04
عندما كان يؤكد رجل الرياضة والكرة السعودية الأول الأمير سلطان بن فهد قبل انطلاقة دورة الخليج في اليمن في أكثر من تصريح ومناسبة إعلامية بأن السعودية سوف تشارك في دورة اليمن بالمنتخب الأول، وأننا ذاهبون للمنافسة وليس للمشاركة فإنه كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد وكأنه يقول للجميع بأن الكرة السعودية (ولادة) ولايمكن أن تتوقف مسيرتها أو إنجازاتها وانتصاراتها عند أسماء نجوم معينة.. وبالفعل لم يخب رجال الأخضر ظن سلطان بهم.. لأن كل لاعب يصل بمستواه للمنتخب الأول فإنه جدير بأن يكون لاعب منتخب أول ولا فرق عند الأمير سلطان بن فهد بين لاعب مشهور أو له نجومية خاصة أو لاعب صاعد أو أقل خبرة من غيره، لأن المسابقات والدوري السعودي هو الأفضل في المنطقة العربية والخليجية، وهذا ما يؤكد أنه رافد قوي لتقديم النجوم، ومن هنا جاء دعم الأمير سلطان المباشر للمدرب بسيرو في إعطائه الضوء الأخضر في الاختيار لأن للأمير سلطان نظرة مستقبلية أكبر من الفوز ببطولة وليست نظرة قصيرة، وهذا هو الفرق بين سلطان الكرة السعودية وغيره من القيادات الرياضية الخليجية.. ومع ذلك كانت النجوم الواعدة والصاعدة التي شاركت مع المنتخب السعودي في دورة اليمن عند حسن الظن، وقدمت مستويات عالية رغم الانتقادات التي وجهت للمدرب بسيرو في بعض المباريات على اعتبار أنه لم يثبت على تشكيلة واحدة، ولكن النجوم الواعدة كانت عند الموعد، حتى البدلاء كانت لهم مشاركات فعالة.. وصدق الأمير سلطان عندما أكد أن هذا هو المنتخب الأول لأنه كان كبيراً في الأداء والرجولة والحماس وانطبق عليه المثل الذي يقول (جا يطل غطى على الكل)، وهاهو عباس قاهر اليأس كما تطلق عليه الجماهير النصراوية يسجل هدفاً حاسماً في الإمارات في نصف النهائي يصعد بالأخضر لمقابلة الكويت غداً الأحد في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.. وطالما أننا وصلنا إلى أعتاب البطولة واقتربنا من ملامسة الكأس فمن حقنا أن نطمع طمعاً مشروعاً في الفوز بكأس الخليج.. فالمستوى أمام الإمارات يشجعنا على ذلك.. ولو استعرضنا مباريات الأخضر في خليجي عدن فإن البداية كانت رباعية أمام اليمن أصحاب الأرض والجمهور، ويومها تجاوز الأخضر الضغط النفسي بهدف الافتتاح من رأس المدافع أسامة المولد، وبالمناسبة فإن هذا اللاعب الرجل بمعنى الكلمة كان سداً منيعاً أمام هجمات المنتخبات الأخرى، وهو مظلوم إعلامياً ولابد من إنصافه مهما كانت نتيجة النهائي.
وأمام الكويت احتفل لاعبو الأزرق بالتعادل السلبي، وهي مباراة لابد أن يستفيد منها بسيرو وهو يضع خطة وطريقة النهائي، فالأزرق أوراقه معروفة وتنحصر خطورته المكشوفة في تحركات المهاجمين فهد العنزي وبدر المطوع.. وأمام قطر كنا الأفضل فنياً وتمردت الكرة علينا قبل أن تنصفنا المدورة المجنونة بهدف تعادل من قدم المدافع القطري شامي الذي حرم مهند عسيري من التسجيل وتكفل بدلاً عنه بهز الشباك العنابية، فكان تعادلاً أحلى من الفوز وصعد بنا إلى الأربعة. وأمام الإمارات سيطرنا ميدانياً وفنياً ومهارياً، حتى كرات سبيت خاطر لم تجبر خاطر الجماهير الإماراتية.. وكل رجال الأخضر بداية من أسامة ومروراً بعباس وغالب والشلهوب والرهيب والغنام ومشعل السعيد الذي جدد نجوميته في اليمن السعيد.. ولن أنسى الحارس عساف القرني الذي (عسف) بكل المحاولات الهجومية وربنا يتمم على خير.. وجملوها ياعيال الديرة غداً.. إن فزنا فقد اكتملت الفرحة.. وإن لم يكتبها الله لنا.. سنقول لكم شكراً من القلب.. ولكن أعود وأقول وحشتنا كأس الخليج.. الرياض وجدة والدمام ونجران وتبوك تنتظر الكأس بكل شغف.
شكراً للأمير سلطان على هذا المنتخب وعلى الثقة التي منحها اللاعبين وجهازهم الفني والإداري.. حتى الإعلام الرياضي منحه الأمير سلطان الثقة وفتح صدره وقلبه للنقد الموضوعي.. وأجزم بأن يوم أمس الأول الخميس 2 ديسمبر كان بالنسبة لي يحمل أكثر من فرحة، أولها فوز قطر باستضافة وتنظيم كأس العالم 2022م، الله يعطينا طولة العمر ونحضرها.. وثانياً تأهل الأخضر السعودي إلى نهائي كأس الخليج أمام الكويت.. وأقول: عدينا الصعب وبقي الأصعب وإن شاء الله نقول للأخضر مبروك وللأزرق حظاً أوفر.