|


سعد المطرفي
دموع الشلهوب على بسيرو   
2010-12-12
مازال حال كرتنا مشفقاً، ولا أظن أننا سنستعيد قدرتنا التنافسية في يوم وليلة، وقد نستمر في هذا الاتجاه طويلا، فكل المنتخبات الأقل علوا من كعب الكرة السعودية طوال السنوات العشر الأخيرة تحررت من  الماضي ، ومن عُقد الماضي ،  ومن بون الماضي الشاسع ، وأصبحت قادرة على أن تتجاوزنا بسهولة ، وفي منعطفات  مفصلية ، وهامة جدا،  وتاريخية أيضا،  دون أن تكون لدينا  أي ردة فعل جادة لمعالجة كوامن الخلل ، أو حتى شجاعة الاعتراف  بتراكمية الأخطاء ، وضعف الحلول التصحيحة، والتاريخ لايتجمل بغير الحقائق،  فمنتخب عمان الشقيق الذي كنا نتخم شباكه بالخمسات منذ ثلاثين سنة ،  أقصانا في نهائي خليجي (19) وتوج على حسابنا ودق ناقوس الخطر، ومنتخب الكويت الذي لم يفز علينا منذ اثني عشر عاما مضت، (مشعنا) في عدن بجيل المشعان، وفهد العنزي ، ووليد علي ، وكسب بطولة ، و لاعبين ، ومدرب يحترم عقلية الشارع الرياضي هناك، ومنتخب العراق أيضا الذي توقفت إنجازاته منذ (16) سنة ، ويعيش مأساة التجميع، والتنقل، والحرب، والاستقرار ،والطائفية ،  أذاقنا الأمرين  في جاكرتا،  وعاد من شباكنا بلقب أكبر بكثير من إمكاناته، وكوريا الشمالية التي كانت مدرج عبور لمنتخبنا في مشاويره الآسيوية للتزود بأكبر نتيجة فوز ممكنة  حرمتنا من فرصة التأهل إلى كأس العالم الأخيرة ،  وكوريا الجنوبية التي كنا لها بمثابة الند الأدائي ،  تجاوزتنا في الرياض بطريقة سهلة للغاية ، ولم يبق في الروزمانة الآسيوية إلا  اليمن، واندونيسيا ، وكمبوديا، والهند، والأردن، وسوريا فقط ، و المنتخبان الأخيران  قد يذيقاننا في الدوحة من نفس الكأس لا محالة  إذا ما صدقنا أن بسيرو فعلا هو المدرب المناسب للمنتخب، وأن احتياطيي الأندية والأقل مستوى في الدوري هم منتخب الأحلام ، والمستقبل ، وأن انتكاسة عدن تعد نجاحا غير مسبوق في تاريخ ما بعد الاحتراف ، وأن دموع الشلهوب كانت حرقة على ضياع الكأس ، وفقدان البطولة ، لا على أفكار بسيرو التي جعلته يلعب مع لاعبين نصفهم بلا قيمة أدائية تذكر ، ونصفهم لا يصلح للعلب خارج أسوار ناديه ، فمنتخبنا أو الكرة السعودية على الأصح أصبحت تعيش مرحلة تراجع عميقة جدا ، تشبه موت الأعضاء، ولا يمكن أن تعود إلى خطوط المنافسة ، إنما بمراجعة شاملة لكل ما له علاقة بالكرة السعودية ، من الألف إلى الياء.