|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
الهلال .. فريق كالجسد الواحد
2011-06-22
استمرار التطوير والتقويم في آن واحد سمة من سمات العصر الحديث ولا يملكها إلا الأقوياء الذين يملكون رؤية واضحة لما يتطلعون له من إنجازات حالية ومستقبلية لذا فرضت الأحداث التي حصلت للهلال منذ رحيل كوزمين تحديا قويا كاد أن يؤدي إلى نتائج عكسية على فريق الهلال لكن إدارته الحكيمة ضبطت جودة العمل الذي تعمل به الإدارة الهلالية والذي يتميز بالإتقان والتميز ومحاولة التغلب على الظروف والقصور ومن يتابع البيت الهلالي من الخارج يرى بأنه يطبق الجودة في العمل بدرجة احتراف كبيرة دون هدر إعلامي أو خسارة أعضاء شرف مؤثرين بل إن كل قضية أو معضلة يمر بها الهلال تزيده تماسكا وقربا أكثر بينه وبين أعضائه الداعمين والمؤثرين فأصبح منافسا على جميع المسابقات ولا يرضى إلا بالصدارة دائما وهذا ينسجم تماما مع ما حدث مؤخرا لفريق الهلال عندما خسر فريق كرق القدم من المنافس التقليدي له على البطولات الاتحاد فانتفض انتفاضة الخطر استجابة للموقف فألغى عقد المدرب وعقدت الاجتماعات والمشاورات القوية العاجلة والتواصل المذهل واتخذت قرارات تثبت فاعلية الإدارة وقوة وحجم عملها وتأثيرها وبعد نظرها بحثا عن التحسين والإصلاح للخلل والمتابع يرى حجم التكاتف وسرعة القرارات منطلقين من أنهم فريق عمل تطوعي نوعي يسعى لتحقيق معاني العمل المنظم
والذي بلا شك نتج عنه راحة ودعم مشجعيه من الناحية النفسية وألغت عقدا بحجم كالديرون بحثا عن الأفضل على اعتبار أن قياس كفاءة أداء الفريق تقاس بكفاءة المدرب حيث بلغت أهمية المدرب لدى الإدارة الهلالية مكانة جعلت الكل يتحرك في الهلال وبسرعة فائقة وبتنسيق تام لا يجيدها سوى الهلاليين وهذا يعطي المتابع بأن مجلس إدارة الهلال والتفاف أعضاء شرفه حوله في هذا الموقف المثير مؤشر ودليل قوي بأنه كالْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى وإنهم يحترمون الآراء ويختلفون في الرأي لكنهم يتفقون في حب ومصلحة الهلال ولا يجعلونه نقـطة نزاع بينهم وهذا يعطي دروسا وعبرا لبعض الأندية الأخرى القريبة من حولهم في المستوى والتطلعات حيث تثار مشاكلهم وتنشر غسيلها وتفوح رائحتها من أبسط القضايا وتنشأ خلافات كبيرة بين اللاعبين أنفسهم وأعضاء الشرف المؤثرين على أعمدة الصحف وتصبح مثار جدل في القنوات الفضائية ولمن يتابع يرى بأنها قد تكون متعمدة ومقصودة وتريد إحداث خلل في العمل الذي تقوم به الإدارة لإسقاطها أو ثنيها وإشغالها عن تحقيق أهدافها لماذا هذا الفكر وهل في تلك الأندية أياد خفية تريد عدم الاستقرار لمن تم الوثوق بهم من محبي أنديتهم , فما يحدث في الهلال أنموذج جيد يجب أن يحتذى.