يدرك الجميع أن الاستثمار الرياضي يعد من أهم المجالات التي تسهم في تنمية الاقتصاد وقد استفادت العديد من الدول كأمريكا وإيطاليا على سبيل المثال لا الحصر من ذلك على اعتبار أن لديها نشاطا رياضيا اقتصاديا كمصدر ربح نتيجة تسويقها الناجح للرياضة، والمتابع لواقع التسويق الرياضي في العديد من الدول العربية والعالمية يرى بأنها خطت خطوات جيدة في هذا الجانب رغم عدم وجود ملحق رياضي بتلك الدول في سفاراتها كما هو الحال الملحق الثقافي والفني والتجاري والمالي وقد تأتي المملكة في ذيل قائمة الدول التي لم تستثمر الرياضة اقتصاديا بالشكل المطلوب رغم وجود تجارب ناجحة لدول سوقت نفسها في المملكة بشكل جيد بل اقتحمت السوق السعودي وبقوة من خلال المنتج الرياضي من لاعبين ومدربين وإداريين فيما لا يوجد لدينا منتج له قيمة رياضية اقتصادية نفاخر بها وقد يكون لذلك أسبابه لعل من أهمها العشوائية في ظل وجود رؤساء أندية قليلي الخبرة في مجال الاستثمار الرياضي أصبح همهم الوحيد الفوز الوقتي ولا غيره وبهذا تجدهم غير متحمسين بل يقفون في وجه أي فكرة قد تساعد على نجاح الاستثمار الرياضي فضلا عن عدم وجود إستراتيجية ذات رؤية وأهداف واضحة ومعلنة فيما بعض الدول يتم تداول استثمارها الرياضي في البورصة الرياضية وفي الأوساط العربية والعالمية وتفاخر به وتقوم سفاراتها بدور نشط وفاعل في تسويق منتجاتها الرياضية سواء مادية أو بشرية وتشير الدراسات والإحصائيات أن حجم الدخل السنوي من الاقتصاد الأمريكي بلغ في سنة واحدة أكثر من 22 مليار دولار وهو يفوق ضعف قطاع الصناعة وسبعة أضعاف الإنتاج السينمائي ورغم مايبذل داخل الأندية الرياضية السعودية من صرف مذهل على الرياضة وبالذات كرة القدم لتطوير قدرات ومهارات اللاعبين إلا أنها لم تحقق وتساهم في الوصول إلى ما يسمى بالاستثمار الأمثل للرياضة وعندما استشعر الموقف الأمير نواف ين فيصل تمنى أن يبادر مسئولو الأندية بتشجيع ودعم لاعبيهم الشباب للاحتراف الخارجي وهذا امتداد ومدخل رئيسي لبوابة الاستثمار الرياضي وفي الوقت الذي يستثمر في بلادنا حتى من الدول العربية والخليجية التي نفوقها إمكانات وحضور في المجال نقف مكتوفي الأيدي حتى أصبحت رياضتنا مستهلكة لا منتجة ولعل الوقت مناسب للاستثمار الرياضي في القدرات الوطنية المتميزة من المدربين الوطنيين وبعض اللاعبين الشباب المتميزين الذين اظهروا كفاءة عالية في العديد من الاستحقاقات الخليجية والعربية والدولية والتي كان آخرها كأس العالم للشباب وهل فكرت لجنة الاستثمار الرياضي تبني سياسات للاستثمار الرياضي لتنمية الاقتصاد الرياضي باعتباره احد المجالات الاقتصادية والتجارية ولماذا لا يكون الاستثمار الرياضي كأحد أنشطة الملحقية التجارية