|


أحمد المطرودي
البطولات وجلد الذات
2012-01-31
قبل سنوات أذكر أن الاتفاق وصل للنهائي وخسر الكأس فشبت داخل البيت الاتفاقي بعض المشاحنات بسبب خروج الفريق من النهائي بالخسارة فكتبت حينها، الاتفاقيون وجلد الذات، إشارة إلى أن الواجب على منسوبي النادي عدم الحزن للخسارة بل الاحتفال بالوصول إلى النهائي ولكن هذا الاحتفال يكون بعد المباراة وليس قبلها حيث إنني ضد المبالغة في الفرح طالما أن المهمة لم تنته، كما أن المبالغة في الحزن هي الأخرى مضرة لمشوار الفريق خاصة وهو في موسم مازال يبحث فيه كل فريق عن طموحات يحققها والاتفاقيون فرحوا كثيرا بالفوز على الأهلي خاصة وهو يحضر في الوقت القاتل واحتفلوا ومن حقهم الاحتفال خاصة وهم سيشاركون في أول نهائي كأس ولي العهد للأمير نايف ما يجعل هذه الكأس تاريخياً ستذكره الأجيال، ولكن السؤال هل سيتقبل الاتفاقيون الخسارة ويرضون بإنجاز الوصول للنهائي في حال حقق الفريق الهلالي مثلا الفوز وحصل على الكأس أم أن جلد الذات سيعود من جديد ويتراشق أبناء الاتفاق ويتبادلون الاتهامات ويتناسون أنهم حققوا إنجازا كبيرا، وقد حدث نفس الشيء في الموسم الماضي حينما احتفل الوحداويون في الوصول إلى النهائي أمام الهلال بل صارت هناك حالات إغماء لدى بعض منسوبيه وحينما خسر الفريق النهائي دبت المشاكل وتبادل أبناء الوحدة الاتهامات فتأثر الفريق في الدوري حتى هبط الفريق إلى الدرجة الأولى، هذا الكلام طبعاً لا ينطبق على الهلال الذي يعتبر وصوله إلى النهائي أمرا طبيعيا والجماهير لن يرضيها سوى الفوز ولا غيره, وتحقيق الكأس الأمر التي تعودت عليها الجماهير الهلالية وهذا لا يعني أن الاتفاقيين لا يرغبون في تحقيق الكأس ولكن ابتعاد الفريق عن البطولات لسنوات هو ما يجعلني أعتبر أن الوصول إلى النهائي إنجاز اتفاقي لا ينبغي عليهم أن يفرحوا به قبل المباراة أو يبالغوا في الفرح ولا يحزنوا في حالة الخسارة، بل يواصلون حصد النقاط في الدوري ولا يلتفتون أيضا إلى الحملات الإعلامية التي تحمل أسلوب التطبيل والبهرجة الكاذبة التي ترفع النادي ومنسوبيه في السماء قبل المباراة وتتخلى عنه أو تهبط به إلى أقل المستويات في حالة الخسارة وهذا يكون تأثيره سلبيا وقد حذرت قبل خروج الاتحاد من آسيا من التطبيل الذي يسبق المواجهات الحاسمة والتي تسبب ضغطاً على اللاعبين، المواجهة المرتقبة بين الاتفاق والهلال في النهائي تحتمل كل شيء فحتى لو كان الهلال هو المسيطر على هذه الكأس إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الفوز سيكون من نصيب الهلال، فالاتفاق أيضا فريق بطولات ولديه الرغبة في تحقيق الفوز بعد أن حصدها من الأهلي في آخر الدقائق بعد أن احتسب الحكم ضربة جزاء أشك أن أي حكم سعودي سوف يحتسبها في هذا الوقت العصيب وهو الشيء الذي يجعلني شخصيا أقتنع أن الحكم الأجنبي ضروري ليس لأنه الأفضل بالمستوى الفني ولكن لأنه ليس لديه أي اعتبارات من الممكن أن تغير من قناعاته وهو ما يجعله يحتسب الأخطاء دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى، وهذه الاعتبارات المختلفة هي التي تجعل حكامنا يدمرون فرقاً على حساب أخرى، وأصبحت الأندية تخاف من الحكام المحليين أكثر من خوفها من الفرق الأخرى.