|


سعيد غبريس
الكواسر الحمر والنسور الخضر
2009-09-04
المنتخب البحريني الذي كان جسر عبور نظيره السعودي للمونديال السابق، يقف اليوم حجر عثرة كبيراً في طريقه إلى التأهل الخامس على التوالي، فكلنا يذكر أن فوز البحريني على الإيراني المنافس الرئيسي للسعودي أعطى الأخير بطاقة التأهل..
واليوم وبعدما قام السعودي بنفسه بإقصاء الإيراني، وجد نفسه عاجزاً عن رد الجميل للشقيق وعن طلب المساعدة من صديق، لأن هذا الصديق هذه المرة هو في المعمعة وفي مواجهة (النسور الخضر).
غداً يتواجه الشقيقان والجاران في المنامة في المباراة الأولى من الصراع على نصف البطاقة الآسيوية في ظروف تعتبر أفضل لأصحاب الأرض البحرينيين الذين حققوا قبل هذه الموقعة نصراً هاماً على الإيرانيين.
في حين كان فوز السعوديين على الماليزيين باهتاً، أضف إلى ذلك أن السعوديين خسروا جهود أخطر لاعبيهم نايف هزازي، الذي لعب دوراً هاماً في تجاوز (الأخضر) لتعثراته بتألقه أمام كوريا الجنوبية وبتشكيله نقطة التحول إلى المنافسة من جديد أمام إيران وفي عقر ازادي حين سجل هدف التعادل بعدما كان بطل الفوز على الإمارات.
ويبدو أن عينا أصابت هذا المهاجم الأنيق والمتألق ولا سيما بعد ثلاثية في مرمى القادسية في الدوري المحلي، ولكن المهاجم البديل في مباراة ماليزيا مالك معاذ العائد من الإصابة قام مقام هزازي في التسجيل، ليثبت أن المنتخب السعودي يزدحم بالمهاجمين البدلاء، وهنا نذكر الأهداف الخمسة في مباراتين (إيران والإمارات) التي سجلها المنتخب السعودي بغياب ثلاثي الهجوم ياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي.
ومع عودة مالك معاذ واستعادة ياسر القحطاني خطورته بعض الشيء، ومع جهوزية ناصر الشمراني، يبقى الهجوم السعودي فعالاً وخطراً، ولكن ذلك ليس كافياً للاطمئنان أمام عدد من الكواسر في المنتخب البحريني الذي يضم عدداً لا بأس به من النجوم الذين يشعلون بعض الملاعب الخليجية حماسة.
ولعل جولتي البداية في دوري زين، علاوة على المعسكر في الدمام الذي ساعد على تأقلم لاعبي المنتخب على الأجواء المناخية المشابهة لطقس البحرين، لعل ذلك يشكل نقطة إيجابية لجهوزية اللاعبين الذين يعلمون أن مباراة المنامة ستكون الأهم في مسيرة الملحق الآسيوية، وتشكل دفعاً معنوياً لمباراة الرياض، تمهيداً للمعركة الكبرى مع نيوزيلندا في الصراع على نصف البطاقة الآخر.
العامل الجغرافي أيضاً سيشكل دفعاً آخر للسعوديين، مع تدفق الجمهور المجاور في المنطقة الشرقية، بالرغم من أن اللاعبين السعوديين اعتادوا اللعب والفوز أمام جماهير الفريق المقابل، وهذا ما فعلوه بالأمس البعيد في سيوول وبالأمس القريب في طهران.
يلعب البحريني والسعودي، والأول يتقدم الثاني على صعيد تصنيف المنتخبات عالمياً حسب (الفيفا) بنقطة واحدة (65 ـ 64)، كما أن هذا التصنيف هو ذاته على الصعيد العربي (المرتبتان الخامسة والسادسة).
هذه النقطة ليست مهمة أبداً أمام النقاط الثلاث لمباراة المنامة.