|


سعيد غبريس
تحوّل لأستاذ يا دكتور
2009-08-14
بدأ الدوري السعودي يدخل في الدائرة الضيقة للدوريات المتقدمة في العالم، وذلك يعود إلى الإنجازات والخطوات الكبيرة على صعيد العمل الاحترافي الذي تبلور بتأسيس هيئة دوري المحترفين.
ومع ذلك ومع أن المملكة سبقت الدول العربية في الشروع بتطبيق أنظمة الاحتراف، فإن من يتابع بعض الأخبار عن مأزق والتباسات وتناقضات في قضايا انتقال لاعب إلى السعودية، أو لاعب سعودي إلى ناد سعودي آخر أو إلى خارج المملكة.. إن من يتابع هذه المفارقات يجد نفسه مجبراً على مخاطبة الدكتور صالح بن ناصر الأب الروحي للاحتراف في السعودية بالقول: عليك أن تتحول إلى أستاذ يا دكتور.. أجل أستاذ.. لابد له أن يجمع مسؤولي الاحتراف في الأندية الذين زرعتهم هيئة دوري المحترفين في صفوف متفاوتة الدرجات، كل حسب ما استوعب من نظام الاحتراف، ليعلمهم المبادئ والأصول والقواعد، فقد يجد بينهم من يحتاج إلى الكثير، وربما يجد من يجلس إلى جانبه كمساعد لإلمامه بالكثير من المواد والنصوص.
حدثان حصلا هذا الأسبوع شكلا هذه المقدمة: قضية انتقال أحمد الدوخي إلى نادي النصر بعد توقيعه عقداً مع نادي ليبرج البلجيكي، وبعد انتهاء فترة إعارته من الاتحاد ناديه الأصلي (الذي انتقل إليه قبل 4 سنوات من الهلال) إلى نادي قطر القطري.. ولكن المفاجأة كانت في رفض لجنة الاحتراف برئاسة الدكتور صالح بن ناصر إعارته للنصر بعدما تأكد لها أن نادي الاتحاد لا علم له بالأمر، وأن نادي النصر لم يخاطبه في هذا الأمر.
والأكثر استغراباً أن الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر والمعروف بمصداقيته وبثقل دماثته، قال معلقاً على انتقال الدوخي: "نحن ندخل البيوت من أبوابها".
البعض تحدث عن "كوبري بلجيكا" للوصول إلى النصر، ولكن مدير أعمال الدوخي يقرر أن اللاعب حر وعقده مع الاتحاد انتهى في 30ـ5ـ2009 والبعض الآخر يصمم على أن الدوخي مجبر على البقاء مع النادي البلجيكي حتى يناير فترة التسجيل الرئيسية بحجة أن اللوائح تمنع انتقال اللاعبين إلى ناديين في فترة تسجيل واحدة.
الحدث الآخر انتقال الليبي طارق التايب من هلال الساحل السوداني إلى الشباب السعودي، بعد تركه الهلال السعودي بسبب التوقيف من قبل الفيفا الذي تأخر تنفيذه ثلاث سنوات على خلفية نقضه العقد مع جازنتاب التركي.
والمفاجأة أتت من رئيس الاتحاد السوداني الذي أعلن أن التايب لا يستطيع التوقيع مع النادي السعودي (علماً أنه وقع وشبع توقيع) قبل فترة التسجيلات الرئيسية في يناير.. في حين يخاطب خالد البلطان إعلامياً بأن يرسل بطاقة اللاعب الليبي الدولية بعد أن يقرأ القوانين واللوائح.
انتبهوا: إن الأسماء المذكورة سواء الأشخاص والأندية والجهات الأخرى من الصنف الأول.. وكل واحد يعتبر الآخر "غير فاهم" في الأمر.. أفلا يقتضي الأمر أن يتحول الدكتور إلى أستاذ..!