|


سعيد غبريس
لا مشكلة بالأساس بل التباس
2009-07-10
هل هناك مشكلة قائمة فعلياً بين الشركات الراعية للأندية السعودية وهيئة دوري المحترفين، أم أنها فقاعات إعلامية وحسب؟
من المؤكد أن الاستثمار الرياضي قطع أشواطا مهمة في إيجاد ركيزة مالية للأندية تساعدها في فترة أولى على الاعتماد على مداخل مضاعفة عشرات المرات عما كانت عليه سابقاً على أمل أن تتوصل للتمويل الذاتي ومن ثم تحقيق الأرباح التي من شأنها أن تدفع بقوة باتجاه التطور توصلا إلى ما تطمح إليه القيادة الرياضية بجعل الدوري السعودي بين أفضل 20 نادياً في العالم.. لقد دأب الأمير سلطان بن فهد على التأكيد للأندية بأنها ستنال حقوقها كاملة من خلال مشروع الخصخصة والاستثمار وكلف نائبه الأمير نواف بن فيصل برئاسة لجنة الاستثمار والخصخصة وقد أكد بدوره أن الرئاسة العامة كفيلة بحفظ حقوق جميع الأطراف المستثمرة في الرياضة والأندية السعودية. ويأتي تأسيس هيئة دوري المحترفين في هذا السياق، إذ بذلت جهودا كبيرة جدا وحققت قفزات كانت ثمرتها الأولى مشاركة أربعة أندية سعودية في أول دوري للمحترفين في آسيا..
كما أن تعاقد الهيئة مع شركة "زين" ليسمى الدوري باسمها، هو أيضا في سياق تأمين عنصر المال الضروري لتحقيق الأهداف المرسومة ولا يتعارض أبدا مع حقوق الشركات الراعية للأندية.
فكما في إيطاليا وفرنسا مثلا هناك شركة ترعى الدوري وشركات أخرى ترعى الأندية فلا تداخل ولا تضارب بل تكامل يؤمن مصلحة الشركات الراعية والأندية والاتحادات في آن.. وكما في تلك البلاد، سيكون الأمر كذلك في السعودية، شعار الدوري بمسماه الجديد على الكتف، وشعارات الأندية الراعية للأندية على الصدر. وحين يقول الأمير نواف بن فيصل إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أبلغت الأندية بعقد رعاية دوري زين قبل ستة أشهر وحين يؤكد المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين محمد النويصر تلقيه توجيهات بحل إشكالية الرعاية المتداولة إعلاميا. حين ذلك تتعزز الظنون بأنه لا توجد مشكلة في الأساس.. ربما التباس.. ويبدو أن إثارة هذه المشكلة إعلاميا عقب إعلان التعاقد مع "زين" لرعاية دوري المحترفين تدخل في نطاق الحملة التهويلية ليس إلا، فيوم نقرأ أن الهلال "دب الصوت" بأن الشركة الراعية أوقفت دفعاتها وأن النادي سيقع في أزمة حقيقية لأن نصف ميزانيته يؤمنها من عقده مع الشركة الراعية.. ويوم آخر نقرأ أن الشركة الراعية الثانية أوقفت دفعاتها لأندية الاتحاد والنصر والأهلي.. نفاجأ في النهاية بخبر يفيد بأن الأهلي والهلال يتسلمان دفعتين جديدتين من عقود الرعاية..!
سمعت وشاهدت في الأسبوعين الأخيرين رئيسي ناديي الوحدة والقادسية يقولان من خلال برنامج (الشوط الثالث) على شاشة (Lbc) أن نادييهما لم يحظيا حتى الآن بعقد رعاية وأنهما يعولان على هيئة دوري المحترفين لتأمين عقدي الرعاية... وهذا كاف للتدليل على دور هيئة دوري المحترفين وأهميتها في تأمين العصب المالي حتى للأندية التي لا تستهوي الشركات الراعية. وبعد... لا يشكك أحد بأن الموارد المالية للأندية تضاعفت وستتضاعف مئات المرات بفضل سياسة الرئاسة العامة في مجال الاستثمار الرياضي، ولذا لابد من التدقيق قبل نشر أي خبر يخالف ذلك.