|


سعيد غبريس
تعصب بلا حدود أم تسامر
2009-07-03
صادفت حالات مختلفة من التعصب الرياضي خلال مسيرة إعلامية شارفت عامها الأربعين ولكني لم أعرف أبداً حالة تشبه حالة التعصب غير المحدود عند بعض أحبائنا هنا.
وقبل أن أعرض لبعض النماذج التي لا تصدق ولكنها متداولة أقول إنه لولا التمسك بأهداب الدين السمح لكانت حصلت أحداث غير محمودة ولكن والحمد لله فإن ما يروى (وقد روى على مسامعي أصحاب بعض هذه المآثر) يبقى في إطار التسامر خلال المجالس الخاصة..
مجلس خاص كنت في حضرته مرتين في العاصمة الرياض المرة الثانية كانت بعد انتهاء المباراة السيئة الذكرى بين المنتخب السعودي ومنتخب كوريا الشمالية، هذا المجلس لم أكن أعرف جلساءه الدائمين في المرة الأولى وقد قادني إليه صديق سعودي دائم لا يفارقني في الرياض ولا أفارقه في بيروت في المرة الثانية لم أكن أعرف أين يأخذني الصديق الدائم وحين ركن السيارة تيقنت أني هابط تلك الدرجات إلى ما سميته "وكر" (..) وهذه النقاط تشير إلى هوية المتعصبين لناد معين وكلهم من لون واحد..
صديقي الدائم من محبذي ذاك اللون ولكنه معتدل لذا فإنه لا يجرؤ أبدا على اصطحاب شخص غير مرغوب فيه بل إن عليه ذكر اسم الضيف قبل وقت لإجراء المقتضيات الاطمئنانية من تحر وتدقيق في الشخص وانتماءاته وذلك بالرغم من الثقة المطلقة بصديقي..
أجل لا يدخل ذاك الوكر إلا الأنصار والمشهود لهم لذا حين رافقنا في الزيارة الثانية شخص من خارج السرب الكاسر جاءته الشفاعة بأنه حيادي وشخصية مرموقة في الرياضة السعودية..
المفاجأة الأولى أن رواد الوكر هم من طبقة يدها (طايلة) في معظم الإدارات.. أما المفاجآت التالية فهي صاعقة وهذه الروايات هي على ألسنة أبطالها (أنزلت ابن شقيقي الفتى في الشارع ليلا لأنه أجابني بأنه يشجع الفريق الآخر ولم أعده إلى السيارة إلا بعدما أعلن التوبة (أحد لاعبي الفريق الآخر جلس على مقدمة سيارتي فذهبت وأحضرت شخصاً نظف السيارة بالماء والصابون ) (كنا خارجين بعد مباراة لفريقنا فرحين بالفوز وإذا بالباص الذي يقل لاعبي الفريق في محاذاة سيارتنا، هذان اللذان أمامك أحدهما السائق تطاولا من فتحة سقف السيارة ليريا ذاك اللاعب الكبير وتركا السيارة تمشي على هواها لو لم أتدارك أنا الأمر وكنت في المقعد الخلفي).
في المقلب الآخر قصص أغرب من الخيال متعصب لناد معين يأخذ أولاده إلى ساحة الصفاة حيث تنفذ أحكام القصاص ويقول لهم إنهم يقطعون رأسه لأنه يشجع ذاك الفريق..
لا تستغربوا فالأمر أكثر فظاعة في أقطار عربية أخرى في تونس مثلا رفض نادي الإفريقي تكريم الراحل عبدالهادي بالرخيصة على هامش تنظيم النادي بطولة الأندية العربية لأنه من فريق الترجي الجار اللدود للإفريقي بالرغم من أن بالرخيصة سقط على أرض الملعب ولم يتم التكريم إلا بعد تدخل وزارة الرياضة الذين استنجدت بهم.. ويومها كتبت في هذه الزاوية: تعصب لا يتصوره عقل.