|


سعيد غبريس
عودة المارد إلى القمم
2009-06-19
لم يكن المنتخب السعودي طوال مسيرته في مثل هذا الإحباط والكسل وعدم المبالاة كأنه هو من يحتاج للتعادل وقتل اللعب ولم يكن قبل تلك الليلة التعيسة بهذا البطء وهذا التقنين في الحركة وهذا البخل في العطاء.
غابت عن لاعبيه الحماسة والروح القتالية وكأنه يجاري منافسه في المسالمة أو يرد له التحية بمثلها..
عجيب كان أمر المنتخب السعودي أمام فريق بلا أنياب فريق من كتل مكدسة في الخلف تتحرك بثقل ما بعده ثقل، ومع ذلك كاد المرمى السعودي يهتز..
بدا لنا أن عبد الرحمن القحطاني كانت مهمته في أول محاولة خجولة هي بذل الجهد لإيصال الكرة إلى ما بعد خط الملعب بمحاذاة قائم مرمى الفريق الخصم.. ومهمة الزوري تسديد الكرات بالخصوم والإصرار على ذلك مع أنهم كانوا من باطون مسلح.. وانتقلت العدوى إلى ياسر القحطاني الذي "دك" الحارس الكوري، وكأن اتجاه التسديد في جسم الحارس وليس شباك مرماه..
عندما تكون بداية محمد نور عادية فإنه يصبح لاعبا عاديا.. وهكذا أكمل حتى النهاية، وعندما يختفي خالد عزيز بهذا الشكل تبرز الأهمية القصوى لعطيف إخوان..
لا نستطيع الحكم على وليد الحارس لأنه لم يختبر ، ولا نطلب من حسين عبدالغني أكثر من ذلك، أما نايف هزازي فلم يكن هذه المرة "هزاز الشباك"
ولا نستطيع إلا أن نرفع القبعة لأسامة هوساوي، هذا المقاتل الذي لم يغب عن ساحة المنتخب في مبارياته الـ14.. إنه الوحيد الذي كان حاضرا في كل المباريات..
حتى البرتغالي بسيرو الذي أخرج المنتخب من عنق الزجاج بالفوز الكبير على إيران في عقر دارها ومعقلها أزادي.. أسهم في إعادة المارد إلى قمقمه.. كيف بقى هذا المدرب هامدا في فكره بخلاف الحركة المثيرة الدائمة في جسده.. كيف يترك هذه التشكيلة الجامدة بدون أن يفعل أي شيء لتحريكها طيلة ثلثي وقت المباراة.. وكيف ينزل صاحب البعيد عن مباريات المنتخب ويترك تيسير "الجريء" وصاحب التسديدات القوية..
ولماذا تأخر إلى هذا الوقت لإنزال الشلهوب وهل يعقل أن تسحب مهاجما قبل النهاية بأربع دقائق وتنزل مهاجما آخر بدلا من أن تكثف الهجوم على حساب الوسط، وخاصة أن الفريق الكوري كان مقلعاً عن الهجوم.. بل ورافضا..
الكل قالوا إن بسيرو كان جبانا وأنا أسحب كلامي السابق عن أنه يجيد قراءة إمكانات لاعبيه ويبادر إلى التبديل المناسب في الوقت المناسب. لم يكن كذلك في هذه المباراة..
اللاعبون توفر لهم ما كانوا يتمنون وخاصة لجهة الجمهور الذي حضر في موسم الامتحانات وجاءتهم الهدية من كوريا الجنوبية في الوقت القاتل الذي حيد إيران.. وجاءتهم الفرصة بأن يكون تأهلهم المباشر بأيديهم، فلم يتفانوا وأرادوا أن يركبوا المركب الخشن.
هم أرادوا ذلك.. لم يكونوا بهذا السوء من قبل، فهل يعوضون في الملحق؟ أظن أنهم فاعلون.