|


صالح الصالح
النصر ( نسخة برشلونة )الضائعة
2011-08-23
كتب الإسباني غارسيا لوركا في مسرحيته الشهيرة “يرما” وذلك على لسان البطلة: “ينبغي لنا أن نتألم لنرى أولادنا يكبرون”، حاولت استبدال الأحداث والكلمات أعلاه في العبارة، وإسقاطها على الواقع النصراوي بحيث تقول إدارة النصر: “ينبغي لنا أن ندفع لنرى جماهيرنا تفرح”.
أكبر مأزق دخل فيه الفريق العاصمي وتحديداً في الإدارة الحالية هي التصريحات التي لم يثبت الوقت تحقيقها أو السعي إليها خصوصاً عبارة الرئيس في إحدى تصاريحه الشهيرة بداية مهمته قبل عامين إذ قال: “سأجعل النصر أفضل فريق في آسيا، وسيكون مثل برشلونة، وسأدفع 200 مليون ريال في بداية رئاستي”، قبل أن يتم توزيعها على 4 مواسم، ومرّ عامين ولم يصبح النصر أفضل فريق في آسيا، ولن يكون كذلك بناء على مؤشرات الواقع، كما أنه لن يتحول إلى برشلونة آسيا لاستحالة ذلك على مستوى العالم فضلاً على المستوى المحلي، وأخيراً لم يتم دفع 200 مليون حتى الآن ولا نصفها، وبقي الفريق في وضعه الحالي عاجزاً أن يكون أفضل فريق في الرياض فضلاً عن أن يكون الأفضل في أكبر قارات العالم.
أعتقد أن نادي النصر هو أكثر الأندية الكبيرة حاجة للصرف المادي في سبيل تحقيق إضافات فنية منتقاة بعناية وتركيز مضاعفين وليس كما حدث في الأرجنتيني ماسيرو أو حتى الجزائري عنتر الذي لم يظهر حتى الآن بما هو مأمول منه إذ إنه أكثر الفرق الكبيرة بين نظرائه حاجة لتحقيق البطولات والعودة إلى المنصات مجدداً، بل هو أشدها حاجة لإعادة هيبته المفقودة منذ زمن حتى باتت الفرق الصغيرة والمتوسطة تندم وتتحسر على التعادل مع النصر، وتحول الجمهور النصراوي إلى مترقب للخسارة من كل فريق يواجهه بلا استثناء، هذه الحاجة الملحة في الفريق لم تجبر القائمين عليه إلى رصد موازنة مالية ضخمة للتعاقدات المحلية والخارجية تعيد صياغة الفريق فنياً بشكل أقوى يسهم في بدايته الموسم الجاري رسمياً بقوة كبيرة تعينه على الاستمرار إلى نهاية الموسم وخطف بطولة أو المنافسة عليها بشراسة حتى يعود الأمل في مستقبل النادي الذي بات مظلماً برغبة مسيريه الذين يفتقدون حتى الآن فن إدارة التفاوض والاختيار سواء في المحليين أو حتى الأجانب، ولعل ما حدث في قصة ياسر الشهراني حتى الآن دليل يدعمه، كذلك عدم حسم التعاقد مع الثنائي الأجنبي المتبقي على الرغم من تبقي أقل من 20 يوماً على انطلاق الدوري.
يقول الروائي محمد شكري في راويته وجوه: “لم يكن لدينا مرآة في الدار، لا أحد يريد أن يرى وجهه”، في النصر أيضاً لا أحد يريد أن يرى أخطاءه المتكررة، والضحية مدرج ملّ ويستجدي الفرح، ولكن لا أحد يريد أن يستمع أو يرغب في تقديم تضحية، وإجمالاً ترديد: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.